· صنايعية دمياط هم ملوك الأويما في العالم فوجئ الدمايطة بالأثاث الصيني يغزوهم في عقر دارهم ويهدد صناعتهم بالانهيار، حيث سعره الرخيص وشكله الجميل يغريان الكثيرين بالإقبال عليه، وعبر عدد من عمال الموبيليا الدمايطة للزميلة ولاء الدين سرور عن مخاوفهم من الطوفان الصيني الذي لم يترك منتجا محليا إلا وهدده، حتي الأثاث الدمياطي الشهير. وتعد دمياط هي المدينة المصرية الوحيدة التي تقع خارج "حزام" البطالة، حيث تضم أكثر من 35 ألف ورشة صغيرة تعمل في تصنيع الأثاث والصناعات المكملة له يعمل بها نحو 360 ألف عامل . لذلك فإن تهديد صناعة الأثاث الدمياطي هو مسألة حياة أو موت بالنسبة للدمايطة.. يقول أحمد ماهر الذي يعمل بورشة صغيرة بدمياط: الأثاث الصيني رخيص السعر لكنه ضعيف ولا يتميز بمتانة ونقوش الأويما اليدوية - الحفر علي الخشب - التي تميز الأثاث الدمياطي عن أي منتج مماثل. ويقول الحاج عبد العاطي: ما تحتاجه الحرفة الفنية من مهارة ودقة جعل أجرة العامل اليومية عالية تصل إلي نحو 70 جنيها في اليوم. ويشير محمد حسين غنيم رئيس شعبة تصدير الأثاث ونائب رئيس الغرفة التجارية بدمياط إلي أن الفترة الأخيرة شهدت تراجعا في صادرات الأثاث الدمياطي إلي الدول العربية والأوروبية بعد انتشار الأثاث الصيني لانخفاض سعره، إلا أن قلة جودته أدت إلي معاودة الطلب علي الدمياطي مرة أخري. أما المهندس عبد الرزاق حسن رئيس مجلس إدارة جمعية تطوير الأثاث، فيقول: هناك محاولات جادة لتطوير صناعة الأثاث بدمياط، حيث يتم تدريب المصدرين علي الأسس العلمية لتصدير الأثاث المصري من خلال تنفيذ برامج تحديث الصناعة التي تشرف عليها وزارة الصناعة. وتؤكد إنجي حداد مستشارة التسويق بمركز تحديث الصناعة أن مشاكل صناعة الأثاث الدمياطي كثيرة والأمر يحتاج إلي جهد كبير لتحديث ورش الأثاث، لكن هذا لا ينفي أن "صنايعية" دمياط هم ملوك الأويما في العالم وهي عملية متميزة تعتمد علي مهارة العامل. ويقول محمد الخضيري - صاحب ورشة: هناك عيوب بدأت تظهر في الأثاث بعد تصنيعه بسبب سوء حالة الأخشاب الموجودة حاليا بالسوق المصري. ويحذر محمد عبد المنعم (تاجر أثاث بدمياط) من سوء المنتج بسبب ارتفاع أجر العامل الماهر وانتشار الخامات منخفضة الجودة المستخدمة في التشطيب، مشيرا إلي أن هذا يؤدي إلي ضعف المنتج الدمياطي وعدم قدرته علي الصمود في الأسواق الخارجية أمام المنتج الصيني الرخيص.