بالرغم من أن مصر من الدول المشهود لها بصناعة الموبيليا من حيث الجودة والتقنية إلا أن معارض الأثاث تشهد حالياً حالة غزو من المستورد تهدد الصناعة المحلية لدرجة أن عدد من الورش فى مدينة دمياط أغلقت. وإذا كانت عقدة الخواجة التى كانت تتحكم فى أسواقنا وتخلصنا منها منذ سنوات إلا أنها للأسف بدأت تعود مرة أخرى وتقود المستهلكيين إلى المستورد تحت مظلة انخفاض الأسعار مقارنة بالمنتج المحلى . شعبة المنتجات الخشبية بالغرفة التجارية شعرت بالخطر وتحركت بإرسال مذكرة إلى المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة تطالبه بفرض رسوم على الأثاث الوارد من الخارج ووضع كراسة شروط تطبق على الموبيليا المستوردة لوقف الزحف الصينى والماليزى القادم . وإذا كان منير راغب رئيس شعبة تجارة الأخشاب بالغرفة التجارية بالقاهرة يعترف بأن الأثاث المصرى لايستطيع أحد أن ينافسه من حيث الجودة والخامات خصوصاً أن المستورد عادة ما يصنع من خامات رديئة الجودة إلا أنه أشار إلى أن التجار أصبحوا يستوردون غرف نوم من الخارج "استاندر" بكمات كبيرة . وأضاف أن الأثاث الصينى يشهد اقبالاً من المواطنين لأن أسعاره منخفضةعن الأثاث المحلى كما أنه يتميز بالتشطيب الجيد لاستخدام الماكينات فى ذلك ,كما أن مشكلاته تدفع المواطن لشراء الأثاث الصينى فهناك أكثر من 30% من النجارين غير ملتزمين بمواعيد التسليم و45% مبالغون فى الأسعار وذلك لا يمنع أنه يوجد لدينا أثاث بأسعار متوسطة يستطيع المواطن أن يشتريه . وأشار إلى أنه لابد أن يطور الحرفى تقنياته بأخذ دورات حديثة لتشطيب الأثاث بشكل جيد وبأحدث الطرق حيث أن جميع الخامات الموجودة لدينا ممتازة وتساعد فى تصنيع أجود أنواع الأثاث . وأوضح أن المستهلك يجب أن يكون لديه الوعى الكافى لكى يفرق بين الأثاث الجيد من حيث الخامات وأنواع الخشب المستخدمة والأثاث ردئ الصنع والخامات . وأضاف محسن التاجورى عضو مجلس ادارة الشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية والنائب الأول لرئيس مجلس ادارة الشعبة العامة للمستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية أن كثير من الورش فى دمياط أغلقت بسبب الاغراق الصينى وأصبح بعض ىالتجار فى دمياط يسافرون إلى الصين لشراء الخشب مما أدى إلى زيادة الركود داخل سوق الأخشاب المصرى نظراً لانخفاض أسعاره عن مثيله من الأخشاب المصرية بحوالى 70%فسعر غرفة النوم فى دمياط التى تباع ب 12 ألأف جنية أو 13 ألف جنيه تباع مثيلها الصينى ب5 أو 6آلاف جنيه وبالطبع مع اختلاف الخامات . وأكد أن المنتجات الصينية تتميز بشكلها الجذاب والسعر الرخيص ولكنها رديئة الصنع وغير مطابقة للمواصفات القياسية مما أدى إلى تعرض الكثير من ورش تصنيع الأخشاب فى مصر إلى الاغلاق واللجوء إلى الاستيراد من الصين وتدمير الصناعة الوطنية . وأضاف أن شعبة الأخشاب تقدمت بطلب للمهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة لفرض رسوم على المنتجات الخشبية من الخارج بالاضافة إلى وضع كراسة شروط للموبيليا المستوردة حتى تستطيع أن توقف جزء من الزحف الصينى . وأشار إلى أن حل هذه المشكلة هو الزام المستوردين والمحلات التى تبيع الأثاث المستورد بالمواصفات القياسية لكل قطعة أثاث بحيث يستطيع المستهلكون أن يتعرفوا على الخامات الفعلية المستخدمة ونوعية الخشب ,وقال المهندس عامر عبد الكريم رئيس مجلس ادارة موبيليات المدينةالمنورة أن ظهور المنتجات الصينية ودخولها السوق المصرى كان له تأثير سلبى على المنتجات الخشبية المصرية ,فالمنتجات الصينية رديئة وغير مطابقة للمواصفات إلا أن المستهلك فى ظل الأزمة المالية العالمية والظروف المعيشية الصعبة يبحث عن الاسعار المنخفضة دون ادراك منه , كما أنه يوجد فرق كبير من حيث الخامات وأضاف أن صناعة غرفة النوم الواحدة بملحقاتها تستغرق شهراً أو أكثر بينما الأثاث الصينى يكون جاهزاً وبأسعار زهيدة مما يجعل المستهلك يقبل عليه لقلة سعره ولتوفير الوقت وذلك بالطبع سوف يؤدى إلى تهديد الصناعة الوطنية والمحلية واغلاق الكثير من ورش تصنيع الأخشاب وإغلاق الكثير من ورش تصنيع الأثاث ,لذلك يجب توعية المستهلك بنوعية الخامات التى يصنع منها الأثاث حتى لا ينخدع بالأسعار القليلة .