أثار وصف منظمة الصحة العالمية لفيروس انفلونزا الخنازير "بالوباء العالمي" الذعر بين المواطنين الذين تدافعوا لشراء الكمامات والمطهرات أملا في الوقاية من شر هذا الفيروس اللعين، وهذا الامر أدي إلي انتعاش سوق "الكمامات" ورواج شرائها بعد سنوات طويلة من الركود كانت تعاني فيها هذه السلعة من ضعف الطلب المحلي عليها الذي يقدر بنحو 10 ملايين كمامة سنويا فقط رغم ان لدينا 240 مصنعا يعمل في قطاع المستلزمات الطبية فلا يوجد سوي مصنعين فقط متخصصين في انتاج الكمامات أحدهما خاص والآخر حكومي، كما توجد 20 شركة تعمل في مجال استيراد الكمامات التي تتمتع بميزة انخفاض الرسوم الجمركية عليها، حيث تبلغ 5% فقط ويتم استيراد الكمامات غالبا من الصين وماليزيا وتايلاند ورغم وضع انفلونزا الخنازير يصفه الخبراء بانه في درجة متوسطة الخطورة ولا تستدعي كل هذا الذعر فإن اسعار الكمامات ارتفعت بصورة فلكية فرغم ان ثمنها الحقيقي لا يتعدي 50 قرشا فإنها وصلت إلي 10 جنيهات وارتفعت إلي 40 جنيها في بعض المحافظات، وذلك تحت زعم انها من الانواع المطابقة للمواصفات العالمية وتحمي من الاصابة بالمرض، كل هذا دفع بعض الشركات إلي تغيير نشاطها إلي تجارة الكمامات لتحقيق مزيد من الارباح واستغلال الموقف. الخبراء حذروا من ان ارتفاع اسعار الكمامات بالصيدليات بشكل غير مسبوق واندفاع المواطنين لشرائها يفتح الباب أمام مصانع "بير السلم" بالمناطق الشعبية لانتاج الكمامات الورقية واستيراد انواع مجهولة المصدر. ويكشف الخبراء ان أرخص الكمامات المتداولة تصنيع صيني، أما الكمامات الفاخرة فتأتي من ماليزيا، ولكنها غير منتشرة بالسوق المصري وان كانت تلقي رواجا في معظم الاسواق العربية. ويوضح د. محمد عبده إسماعيل رئيس شعبة المستلزمات الطبية بغرفة تجارة القاهرة ان حجم انتاج الكمامات في مصر يتراوح ما بين مليون ونصف المليون إلي مليوني كمامة سنويا، بينما يبلغ حجم الاستيراد 3 ملايين كمامة شهريا أي ما يقرب من 36 مليون كمامة سنويا، ويرجع ذلك إلي ضعف الاستثمار بهذا القطاع وارتفاع تكلفة خط الانتاج، مضيفا ان هناك ثلاثة انواع من الكمامات "العادي" المتاح في الاسواق حاليا وهو عبارة عن طبقتين أو ثلاث من القماش به ثقوب تسمح بدخول الهواء والتنفس ويتراوح سعره ما بين 15 و 17 قرشا ويتساوي معه في ذلك مثيله المستورد ويستخدم في غرف العمليات والمستشفيات الحكومية. أما النوع الثاني فهو نوع يحكم الحماية وهو أمريكي الصنع يصل سعره إلي 5 جنيهات للقطعة وتقبل علي شرائه المستشفيات الخاصة الكبري. أما النوع الثالث فيتراوح سعره ما بين 300 و350 جنيها ويرتفع سعره احيانا إلي 1000 جنيه وهذا ليس عليه اقبال لانه يستخدم في الحرائق كثيفة الادخنة ومن يعمل بالمعامل الكيماوية ويتعرض للأبخرة المباشرة. وينوه عبده إلي ان الكمامة لا تقي شر الفيروس لان الحل في النظافة الشخصية والمداومة علي ذلك، فضلا عن الحرص علي نظافة الشوارع وإزالة أطنان القمامة منها وهذا هو الاهم من وضع الكمامة التي لا تقي من الاصابة بالمرض إلا بنسبة ضئيلة جدا. ويشير د. حمدي عبد القوي رئيس شعبة المستلزمات الطبية باتحاد الصناعات إلي نقطة اخري وهي أنه اذا كانت الكمامة تستخدم بغرض الحماية فهي تختلف تماما عن الكمامة الجراحية التي تستخدم اثناء العمليات.