استطاعت البورصة المصرية بحق أن تتفوق في أدائها علي أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتمكنت البورصة من حصد الأرباح لتواصل مشوار الصعودالذي بدأته منذ بداية العام الجاري لتعزز مكاسبها وتسجل 13.6% خلال شهر مايو الماضي ليكون نسبة الارتفاع الذي حققته البورصة المصرية منذ بداية العام الجاري وحتي الاسبوع الأول من شهر يونيو نحو 28.9% وأكد تقرير حديث أعدته شركة "رسملة" للاستثمار تناول أداء البورصة المصرية بأنها الأفضل من بين بورصات المنطقة بل وتفوقت في أدائها علي البورصة "السعودية" أكبر الأسواق العربية من حيث القيمة السوقية ومن ثم أكدت رسملة في تقريرها أن بورصة القاهرة أكبر الاسواق الاقليمية خارج منطقة دول مجلس التعاون الخليجي شهدت شهرا ايجابيا حيث استفادت البورصة من النتائج الايجابية للشركات المدرجة وما حققته من طفرات ملحوظة في النمو برغم الأزمة المالية العالمية بالاضافة إلي تحسن معنويات المستثمرين علي المستوي المحلي والعالمي. وتناول التقرير أداء البورصة مشيرا إلي أنها استمرت في تسجيل المستويات المرتفعة للسيولة مدفوعة بالمستثمرين الأفراد الذين شكلت تعاملاتهم حوالي 70% من تعاملات السوق وأدت النتائج التي جاءت أفضل من المتوقع لكل من "المصرية للاتصالات" و"البنك التجاري الدولي" إلي تعزيز أداء أسهم تلك الشركتين. حيث ارتفعت بنسبة 16% و17% علي التوالي. أما بخصوص أوراسكوم للإنشاء والصناعة والشركة المصرية الكويتية القابضة" فقد شهدت ارتفاعات ملموسة في أداء أسهمها بما قدره 29% و16% علي التوالي وذلك علي خلفية ارتفاع أسعار الاسمدة والنفط. وقال التقرير إن الحكم باعدام رجل الأعمال هشام طلعت مصطفي الرئيس السابق لمجموعة طلعت مصطفي القابضة بالاضافة إلي عرض "فرانس تليكوم" بشراء 100% من أسهم "موبينيل" اعتبر التقرير أنها أحداث أدت إلي ارتفاع مستوي التذبذب في أداء البورصة المصرية خلال شهر مايو المنصرم. فقد هبطت علي أثرها أسعار أسهم طلعت مصطفي بأكثر من 14% في يوم اصدار الحكم وهو ما أدي إلي هبوط قدره 4% في مؤشر البورصة المصرية ذلك اليوم. كما أن رفض هيئة سوق المال المصرية لعرض الشركة الفرنسية. بخصوص شراء 100% من أسهم موبينيل أدي إلي هبوط أسهم موبينيل بنحو 3.5% إلا أن السوق سرعان ما استعاد توازنه وواصل تحقيق المكاسب بلغت 4.6% بعد إعلان فرانس تليكوم عن موافقة عدد من مستثمري موبينيل علي بيع أكثر من 3% من رأس المال في الشركة. ولكن لفت التقرير إلي أن هناك حالة من عدم الاستقرار قد يتعرض لها السوق المصرية خاصة في ظل النزاع القائم بين أوراسكوم تليكوم وفرانس تليكوم حول أسهم موبينيل إلا أن التقرير أشار إلي أنه ومن المنظور الايجابي تعتبر البورصة المصرية "مهيئة" تماما لمواصلة الصعود خاصة وأنها مهيأة للاستفادة من التدفقات النقدية المستمرة إلي الأسواق الناشئة حيث إن مصر مدرجةفي المؤشر الخاص بالأسواق الناشئة. وفي السياق نفسه وفيما يتعلق بأداء بقية أسواق المنطقة أوضح التقرير أن أسواق الاسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا واصلت تعافيها تماما حيث ارتفع المؤشر الاقليمي العام بنسبة 12.4% في مايو الماضي مما رفع إجمالي مكتسبات العام 2009 إلي نحو 14.8% وسجلت جميع أسواق الأسهم الاقليمية فيما عدا المغرب مكاسب خلال مايو وكانت السوق "القطرية" أفضل الأسواق من حيث الأداء بينما تفوقت مصر علي المملكة العربية السعودية لتصبح أفضل الأسواق العربية أداء خلال الشهر مدفوعا بارتفاع أسعار النفط وتحسن معنويات المستثمرين والاعلانات الايجابية للشركات.