من كان يصدق ان هناك تنازلات جديدة مطلوبة من الحكومات العربية في مبادرتها للسلام مع إسرائيل.. ان إسرائيل هي التي تطلب الآن التنازلات ويؤيدها في ذلك الادارة الأمريكية وحكومات أوروبية تري انه علي العرب تقديم تنازلات جديدة للوصول رلي السلام.. والواضح ان العرب سوف يدخلون في دوامة التنازلات ولن يحصلوا علي اي شئ في النهائية.. ان التنازلات التي تطلبها إسرائيل تشمل جوانب كثيرة مرفوضة.. مطلوب ان يتنازل العرب عن القدس كل القدس وليس اجزاء منها.. مطلوب من العرب ان يتنازلوا عن حق العودة وان يبحثوا عن حل يرضي الفلسطينيين المهاجرين في دول الشتات.. مطلوب من العرب ان يفتحوا عقولهم واسواقهم وخزائنهم وبترولهم ومياه انهارهم للنفوذ الصهيوني واذا رفض العرب ذلك فإن إسرائيل لم تخسر شيئا.. عندما قدم العرب مباردة السلام العربية في قمة بيروت كان رأي الكثيرين ان فيها تنازلات كثيرة والغريب ان إسرائيل هي التي تطلب الآن المزيد من التنازلات وليس العكس.. ان نتينياهو لا يتحدث اطلاقا عن مفاوضات تصل إلي اقامة دولة فلسطينية.. وليبرمان يعتبر ان إيران هي الأهم في سلسلة العلاقات الإسرائيلية ودورها في المنطقة.. ولهذا فإن المطلوب من العرب الآن قدر من الجدية والضغط والإلتزام بقضايا الأمة بعيدا عن المساومات والتنازلات وسياسة التسويف والتأجيل والمناورة التي تتبعها الحكومات الإسرائيلية.. إن إسرائيل كانت ومازالت تلعب علي عامل الوقت والزمن وهي في كل محاولاتها تسعي إلي كسب المزيد من الأرض والوقت والانجازات وقد حققت الكثير من اهدافها أمام اخفاقات وانكسارات عربية دائمة.. ولهذا فإن هدفها الآن هو إخراج القدس تماما من دائرة المفاوضات ومن خلال عمليات التخريب والهدم التي مارستها السلطات الإسرائيلية فقد تغيرت تماما ملامح المدينة العريقة في كل شئ.. ولم يبق إلا تحويلها كاملة إلي مستوطنات وإخراج الفلسطينيين منها.. اما الهدف الثاني الذي تحدث عنه نتنياهو صراحة فهو ان إسرائيل دولة لليهود وهذا يعني انه لا مكان غير اليهود فيها وبدلا من ان يعود المهاجرون الفلسطينيون إلي ديارهم طبقا لقرارات الأممالمتحدة والمواثيق الدولية فإن المطلوب الآن ان يخرج من بقي من الفلسطينيين إلي خارج إسرائيل وهذه هي التنازلات التي تسعي إليها إسرائيل في نطاق مبادرة السلام العربية.