من حق مصر أن تعلن غضبها واشمئزازها من تصرفات نظام ملالي طهران وتدخلاته الوقحة في الشئون الداخلية لمصر، لا بل مشاركته في التآمر علي أمنها، فقد استدعت وزارة الخارجية المصرية رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة حسين رجبي لإبلاغه رسالة احتجاج علي تصريحات عدد من المسئولين الإيرانيين بشأن قضية خلية "حزب الله" التي كشفتها مصر أخيرا. ومنها تصريحات علي لاريجاني رئيس البرلمان الإيراني الخالية من الذوق والدبلوماسية والتي وصف فيها كشف مصر لمؤامرة "حزب الله" الأخيرة بأنها "سيناريو سخيف ومتخلف". كما أعربت مصر عن احتجاجها الشديد ورفضها الكامل لمثل هذه التصريحات، مؤكدة أن هذه التصريحات تعد بمثابة تدخل سافر في الشئون الداخلية المصرية، وأن مصر حكومة وشعبا ترفض تماما مثل هذا التدخل في شأن لا يعني أساسا الجانب الإيراني. كما سبق منوشهر متقي وزير خارجية إيران أن أطلق تصريحات استفزازية خالية من الذوق قال فيها "إن التهم المنسوبة للمقاومة اللبنانية وقائدها أصبحت بالية وقديمة، وأنه مع قرب الانتخابات البرلمانية في لبنان فإن بعض الأيادي الخفية تريد تأزيم هذه الانتخابات". كما أن الناطق باسم "الخارجية" الإيرانية حسين رجبي أطلق تصريحات زعم فيها "أن مصر تتهم زورا وبهتانا الأشخاص والشيعة الذين يدعمون القضية الفلسطينية ويدعمون أهالي غزة بأنهم يدعون للتشيع في مصر". ولا ندري ما علاقة نظام الملالي وما شأنه بقضية تخص الأمور السيادية والأمنية لمصر، أو علي الأقل انها شأن بين "حزب الله" وهو حزب لبناني، وفق ما يفترض! وبين مصر، اللهم إلا إذا كان "حزب الله" جزءا من النظام الإيراني وتابعا له وليس إلي لبنان أي أنه حزب إيراني بالفعل فالأزمة تخص كشف سلطات الأمن المصرية لخلية مجندة من "حزب الله" اللبناني، تمارس أعمالا ضد المصالح المصرية والأمن المصري وتسعي إلي زعزعة الاستقرار الداخلي المصري، وهو أمر لا يعني إيران بأي حال من الأحوال. إن هذه التصريحات الاستفزازية من جانب نظام الملالي وتصرفات عملاء النظام الإيراني وثبوت ضلوع إيران في التحريض علي الفتنة في عدد من الدول العربية من بينها اليمن والإمارات وأخيرا وليس آخرا، مصر، تؤكد أن إيران هي الراعية لكل تحركات الفتنة الطائفية في المنطقة، وأن "حزب الله" ما هو إلا مطية إيرانية لخدمة مصالح وسياسات الملالي، ولا صلة له بمقاومة الاحتلال الصهيوني بدليل أنه ترك الفلسطينيين يتعرضون للدمار الشامل من القوات الصهيونية علي مدي أكثر من شهر دون أن يطلق صاروخا واحدا علي إسرائيل كما كان يزعم بإعلانه أنه لن يترك الفلسطينيين يقاتلون وحدهم العدو الصهيوني! وثبت أن منطلقاته هي إيرانية بحتة وأنه ينفذ ما تمليه عليه إيران التي تشكل مصدر الإمداد الفكري والعسكري والتسليحي لهذا الحزب. أما التآمر الإيراني علي الدول العربية تحت ذرائع وشعارات زائفة، ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب والمكر والخداع، فإنه يذكرنا بمقولة الخميني في ثمانينيات القرن الماضي من "أن الطريق إلي القدس يمر ببغداد"، أي لابد من تدمير بغاد لكي تتحرر القدس، وها هو نصر الله يعيد شعار "إن الطريق إلي فلسطين يمر بالقاهرة" متناسيا أن ترسانات صواريخه الموجودة علي الحدود اللبنانية الإسرائيلية لا تنطلق إلا بأوامر وتوجيهات من أسياده في طهران الذين لا صلة لهم بقضية فلسطين سوي استغلالها لتمرير المصالح الطائفية لملالي طهران ونشر التشيع وتوريط الشباب ونشر الفتنة الطائفية في البلدان العربية. ألا يتساءل العرب لماذا تدافع إيران عن "حزب الله"؟ وهل هو حزب لبناني أم حزب إيراني التأسيس والتمويل؟ حزب نصر الله الإيراني لم يكتف بإقامة دولة داخل دولة لبنان، وإشاعة الفوضي فيها، مستغلا ضعف الدولة العسكري، ويبدو أنه لم يكتف بذلك ولكنه يريد أن يكرر هذا السيناريو في دول عربية أخري. نتمني أن يفهم العرب وخصوصا الكتاب العرب المخدوعين بالشعارات الإيرانية "النصراللاهية"! وأن يجيبوا عن تلك الأسئلة وأكررها ما هي مصادر تمويل حزب نصر الله؟ ما مصادر تسليح حزب نصر الله؟ من الذي يدرب أعضاء الحزب عسكريا؟ ومن الذي يصدر إليه الأوامر العملياتية؟ ومن المستفيد من وجود الحزب بلبنان؟ هل لدي العرب إجابات عن هذه الأسئلة؟ هل يعي العقلاء من العرب ذلك؟