نفي الشيخ حسن نصر الله نفيا قاطعا أن حزبه يسعي إلي زعزعة الاستقرار في مصر في الرد الذي اعترف فيه بأن رجله في مصر المقبوض عليه مع اتباعه صدرت إليهم تكليفات من الحزب بالقيام بأعمال لوجستية لصالح حركة حماس في قطاع غزة. التناقض واضح بين أقوال الشيخ حسن نصر الله وبين الافعال التي كلف بها اتباعه لأن التكليفات هي في الواقع عمل من أعمال اختراق السيادة المصرية والتحرك علي أراضيها بما يخالف القوانين المصرية مهما كانت الذرائع التي قدمها بأنه كان يقصد دعم المقاومة في قطاع غزة ولا يقصد الاضرار بالأمن القومي المصري. علي أية حال لا مجال للشك في أن هناك مساحة هائلة من الشك في سلوك حزب الله وظهر ذلك جليا في لغة الخطاب التي استخدمها أمين عام الحزب في هجومه علي السلطات المصرية والإدارة المصرية أثناء حرب إسرائيل الأخيرة علي قطاع غزة.. ذلك الخطاب الذي تضمن عبارات تحريضية واضحة وصريحة تعتبر في حد ذاتها عملا عدائيا سافرا السلطات المصرية. في تطور حديث حضر التحقيقات مع المتهم الأول لبناني الجنسية عضو حزب الله محاميه المصري الذي صرح لوسائل إعلامية بأن الاتهامات تعرضت للتضخيم في إطار صياغة حدث سياسي لكنها لم تفبرك. وأشار أيضا بوضوح إلي أن المتهم أبلغه بعدم تعرضه لأي ضغوط أثرت علي أقواله فيما يتعلق بالتكليفات التي صدرت إليه من قيادة حزبه. نحن هنا إذن أمام إجراءات قانونية وقضائية التزمت بها السلطات المصرية. إزاء حدث جري علي أراضيها قامت برصده السلطات المختصة وأحاطت بأطرافه واحالته إلي سلطات التحقيق التي وجهت الاتهام إلي الضالعين في نوع من المؤامرة علي الأمن القومي المصري، ومعني ذلك أن الوقائع غير مختلقة وإن حاول المحامي بطبيعة الحال التقليل من أهميتها. الآن نحن أمام تخطيط تآمري لإحداث نوع من الاضرار بالاقتصاد وبالأمن القومي المصري ولكنه لم ينتج عنه أثر نظرا لتمكن أجهزة الأمن من رصد العملية والحيلولة دون تنفيذ المخطط الخارجي الصادر التكليف به عن حزب الله وأمينه العام الشيخ حسن نصر الله. السؤال هنا هو: ماذا لو لم تتمكن الأجهزة المصرية من رصد الخلية ومتابعتها والقبض علي عناصرها قبل تنفيذ عمليات ابعد من الرصد وجمع المعلومات وتأجير الشقق والأماكن للانطلاق وخلاف ذلك من الاستعدادات. ماذا لو توسعت هذه الخلية وجندت المزيد من العناصر الراغبة في احداث فوضي بالاقليم المصري ومناطق السياحة والأماكن الاستراتيجية كقناة السويس وغيره؟ نستطيع تصور حجم الفوضي والخسائر التي كانت ستلحق بالمجتمع المصري وأفراد الشعب المصري بتعليمات من السيد حسن نصر الأمين العام لحزب الله اللبناني. لقد قدر الله أن يحمي بلدنا من المؤامرات وينبه بعض اخواننا الذين ينساقون وراء الشعارات إلي أن الخطر كل الخطر في الابتعاد عن المصالح المصرية مهما كان بريق الشعارات الخادعة. خلط الشيخ حسن الأوراق، فالجريمة ثابتة في حق الشعب المصري مهما كانت الاعتبارات والتصريحات التي تستهدف الحيلولة دون المضي قدما في الاجراءات القضائية.