انتعشت أحوال جوليسا كاليش سمسارة العقارات والرهن العقاري خلال الطفرة في قطاع العقارات ولكن بعد تراجع السوق التجارية عادت مرة أخري للجامعات سعيا لدخول مجال جديد تأمل أن يتيح لها مستقبلا أكثر ازدهارا.. كمحاسبة. بدأت كاليش "39 عاما" في الآونة الأخيرة دراسة لمدة عامين للحصول علي شهادة في إدارة الأعمال من كلية برادايس فالي في فينيكس وتقول: "يمكنني العمل في كثير من الأماكن المختلفة -أي شركة - في الشئون المالية".. بعد حصولي علي شهادة في المحاسبة. وكاليش ليست وحيدة اذ تعود أعداد كبيرة من العمال والمهنيين للتدريب مرة أخري في أكثر من 1100 كلية اقليمية في ارجاء الولاياتالمتحدة بعد أن غير الكساد من شكل سوق العمل. وتقدم الكليات الإقليمية تعليما منخفض التكلفة ومفتوحا لبالغين يسعون لتغيير مجال عملهم أو الانتقال لجامعات كبيرة ويلتحق به أكثر من 11 مليون طالب من جميع أنحاء البلاد. ويقول اتحاد الكليات الإقليمية في الولاياتالمتحدة إن الأرقام المؤقتة تظهر أن عددا من الطلاب التحقوا يهذه الكليات ارتفع بين 5 و26% في الأشهر الستة الماضية مع تهاوي الاقتصاد. تفيد السلطات أن الزيادة تتبع الدورة الاقتصادية اذ يزيد الاقبال في أوقات الكساد حين يتاح للناس مزيد من الوقت للدراسة مع وجود حافز واضح لتغيير مجال عملهم. غير أن نموذجا جديدا بدا يلوح في الأفق مع تحسن التراجع الاقتصادي. وصرحت نورما كنت من اتحاد الكليات الإقليمية في الولاياتالمتحدة "نري عددا كبيرا.. من الدارسين البالغين.ربما من صناعة تشهد ضعفا ويبحثون عن بعض المهارات الجديدة أو برنامج جديد يسمح بعودتهم لسوق العمل". واختفت نحو 4.4 مليون وظيفة منذ بدء حالة الكساد في ديسمبر 2007 مع تسجيل الاقتصاد الأمريكي أسوأ معدلات تدهور في عقود. وفي إطار برنامج التحفيز الاقتصادي الذي يتكلف 787 مليار دولار الذي أعلنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الشهر الماضي خصص مبلغ 31 مليار دولار لزيادة الائتمان الضريبي علي الرسوم الدراسية وزيادة المنح للطلبة الذين يريدون مواصلة الدراسة. وبالنسبة لعدد كبير من العاملين المسرحين فإن الوقت مناسب لاتخاذ قرار بشأن نوع التدريب الذي يحقق لهم أفضل عائد في المستقبل..ولكنه قفزه كبيرة للبعض الآخر. وحتي فقده وظيفته في فبراير الماضي عمل روبرت كوبس في تركيب خطوط الإنتاج في شركات السيارات العملاقة جنرال موتوز وفورد وكرايسلر في ديترويت فما يزيد علي ثلاثة عقود من الزمن. وفي ظل الشكوك التي تحيط بشركات السيارات الأمريكية علق آماله علي دراسة جديدة تمنحه تدريبا علي تركيب وصيانة توربينات الرياح يبدأها في كلية كالامازو فالي بغرب ميشيجان في أكتوبر. وقال "الطاقة المتجددة.. كل شئ من الطاقة الناشئة من الرياح إلي حرارة الأرض والشمس والأمواج ستكون عاملا كبيرا في استخدامنا للطاقة عبر الأجيال القادمة.. أريد أن أدخل هذا المجال من البداية". وجعل الرئيس باراك أوباما تطوير مصادر الطاقة البديلة المهمة الرئيسية لإدارته. وتعهد بمضاعفة إنتاج الطاقة المتجددة في الولاياتالمتحدة في غضون ثلاثة أعوام ويريد توليد 10% من الكهرباء التي تستهلكها البلاد من مصادر طاقة نظيفة بحلول عام 2012. وفي اوهايو يفكر مشرف أعمال البناء جيم بل بنفس الاسلوب. فبعد تسريحه من عمله في واحدة من أكبر شركات بناء المنازل في الولاياتالمتحدة بدأ دراسة تستمر عامين في مجال هندسة الميكانيكا والطاقة المتجددة في الشهر الماضي في كلية ولاية سينسناتي الفنية الإقليمية.