كنت أتمني مع كل العرب لو ان كلمة الفلسطينيين توحدت قبل مجيء الحكومة الاسرائيلية الجديدة وفيها ثالوث الشر والارهاب نتنياهو وباراك وليبرمان.. نحن أمام حكومة تختلف عن كل الحكومات السابقة.. ولكن الواضح حتي الآن ان انقسام الفلسطينيين اصبح حقيقة واقعة وان امام اسرائيل فرصة كبيرة لكسب المزيد من الوقت.. ان سجلات المفاوضات من اوسلو الي مدريد الي القاهرة تاريخ طويل ضائع وجهود لم تصل الي أي شيء ومن يتابع مسار الصراع الفلسطيني الاسرائيلي يتأكد ان القضية الفلسطينية هي التي خسرت طوال هذه السنوات والدليل ان الفصائل الفلسطينية تجتمع كل يوم ولا تصل الي اتفاق.. من يتصور ان يجلس مشعل مع نتنياهو او تفرج اسرائيل عن البرغوثي ليفاوض ليبرمان او ان يقرر باراك وقف هجمات القوات الاسرائيلية علي غزة او ان تنتهي ازمة المستوطنات.. مهما رغب العرب في السلام فإن اسرائيل لا تريد سلامهم فمازالت لديها اطماع كثيرة ومازالت احلامها التوسعية لا تتوقف عن مكان دون آخر.. وسوف يستأنف العرب المفاوضات رغم انهم لم يصلوا ولن يصلوا الي شيء لان اهداف اسرائيل واضحة أمام الجميع ولكن من يري ومن يسمع. ولا شك ان الانقسام الفلسطيني هو اعظم هدية قدمها العرب لاسرائيل ايا كانت اسباب هذا الانقسام.. لقد حلمت فتح بالسلطة وقامت بشراء السيارات الفاخرة وجلس المناضلون السابقون في المكاتب المكيفة واكتفوا بذلك بينما اخذت حماس غزة وتصورت ان فلسطين عادت وما بين رام الله والسلطة وغزة والانقسام استطاعت اسرائيل ان تدفع القضية الفلسطينية عشرات السنين للوراء.. لقد انتهت الانتفاضة الاولي علي يد رابين وانتهت الانتفاضة الثانية علي يد شارون وربما تنتهي القضية بالكامل علي يد فتح وحماس والعداء بين الاشقاء.. ان اسرائيل تدبر الآن احوالها في ظل حكومة جديدة من المتطرفين الارهابيين وهي تستعد لبناء المزيد من المستوطنات وتهديد الناس والاستيلاء علي الاراضي والتخلص من كل مراكز المقاومة في حين يجتمع زعماء الفصائل الفلسطينية اياما طويلة دون ان يصلوا الي اي شيء، خلافات حول الحكومة وخلافات حول اعادة الاعمار ومن يتسلم المعونات وخلافات حول المساجين الفلسطينيين وليس الاسرائيليين وخلافات حول الانتخابات.. هذا العمر الضائع من الخلافات والصراعات سوف تدفع ثمنه الاجيال القادمة من أبناء الشعب الفلسطيني أمام ضياع أرضه وقضيته.