اجتماعات شرم الشيخ سوف تكشف نوايا جميع الاطراف تجاه قضية السلام واقامة الدولة الفلسطينية ومدي الشفافية في التعامل مع عمليات اعادة تعمير غزة.. سوف تكشف هذه الاجتماعات مواقف الدول الاوروبية وهل هي بالفعل جادة في مشروع اقامة الدولة الفلسطينية ام ان الامر لا يتجاوز حدود التصريحات.. ولهذا كان الرئيس مبارك واضحا وهو يتحدث عن الجانب السياسي في القضية بحيث لا تقتصر الامور علي تقديم الدعم لاعادة تعمير غزة وان القضية الاساسية وهي اقامة دولة فلسطين.. ان الدول الاوروبية لم تمارس الضغوط المطلوبة علي اسرائيل حتي تكون اكثر جدية في التعامل مع مشروع اقامة دولة فلسطينية.. ان قادة اسرائيل حتي الان يحاولون كسب المزيد من الوقت وتضييع كل الفرص لتحقيق سلام دائم وشامل.. يضاف لذلك ان ادارة الرئيس بوش اخرت كثيرا بالقضية الفلسطينية ووضعتها لفترات طويلة في اخر القائمة امام احتلال العراق وحرب افغانستان وقضايا الارهاب هل من المنطق ان يضع الرئيس ساركوزي قضية اعادة اعمار غزة امام الافراج عن الاسير الاسرائيلي شاليط وهل المجازر التي قام بها الجيش الاسرائيلي في غزة لا تستحق وقفة إدانة دولية.. ان المشكلة الأساسية ان الغرب بكل جبهاته ينحاز لإسرائيل انحيازا اعمي في كل شيء.. ومن هنا فإن الحديث عن إعادة إعمار غزة لابد ان يرتبط بإدانة صريحة للوحشية الاسرائيلية والعدوان الغاشم علي شعب أعزل.. ان الحديث عن اسير إسرائيلي واحد لا ينبغي ألا يكون بعيدا عن آلاف الأسري الفلسطينيين الذين يعانون منذ سنوات في سجون اسرائيل.. ان القضية ليست اعمار غزة واعادة بناء بيوت تهدمت أو جمع تبرعات من هنا أو هناك ولكن القضية ان هناك شعبا صاحب حق ووطن وان علي العالم ان يتحمل مسئوليته امام جميع الاطراف. ان اسرائيل الآن تمارس كل ألوان القتل والتدمير ولا تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني والمؤسف في الأمر انها تجد من يدافع عنها ويطالب بحمايتها وحقها في الحياة وهناك شعب يموت كل يوم ولا يجد من يطلب له الحماية.. ان اعمار غزة قضية ضرورية ومهمة ولكن القضية الأهم ان يجد الفلسطينيون من يدافع عن حقهم في اقامة وطن وليس بناء مساكن لايواء المشردين، وعلي العالم الغربي ان يدرك ان الأزمة الحقيقية في اسرائيل وليست في الفلسطينيين.