أجمع عدد من أطباء الصحة النفسية علي أن نسبة الأشخاص الذين باتوا يلجأون إلي جلسات للعلاج النفسي، قد زادت بشكل ملحوظ منذ بدء الأزمة المالية العالمية وانهيار البورصة، مما يشير بحسب هؤلاء الأطباء إلي زيادة نسبة التوتر لديهم. وأشار الخبراء إلي وجود نسبة معينة من التوتر، قد يشعر بها الإنسان عند إصابته بخيبة أمل، إلا أنهم ينصحون بضرورة طلب المساعدة عند تجاوز الحد الطبيعي للتوتر والحزن. ويوجد عدد من المؤشرات الدالة علي تفاقم الوضع النفسي للإنسان، مثل محاولة التهرب من دفع فواتير معينة، أو قراءة البيانات المالية، بالإضافة إلي مواجهة صعوبة في النوم. و بعض المؤشرات الأخري، تعتبر أكثر خطورة، مثل الإصابة بالاكتئاب أو كثرة الأحاديث عن الانتحار. ويشير الخبراء إلي تسجيل زيادة في أحاديث بعض الأشخاص المصابين بالاكتئاب، عن عمليات الانتحار، مما يثير القلق من الاتجاه الذي سيسلكه هؤلاء في حال تفاقم الوضع الاقتصادي. المساندة النفسية من جانبها طالبت الدكتورة هبة العيسوي أستاذ الطب النفسي بضرورة أن يكون هناك دور مرتقب في تقديم المساندة النفسية للمتعاملين في البورصة وخاصة بعد موجة الانخفاضات الشديدة التي عانت منها البورصات العربية والمصرية وظهور حالات قتل وانتحار مؤخرا . اشارت الي وجود نقص في نوعية الأبحاث المتعلقة بالعلاقة بين علم النفس والبورصة في المجتمعات العربية بشكل عام والمجتمع المصري بشكل خاص، مؤكدة علي أن العامل النفسي له دور في كل مراحل التعامل في البورصة بداية من اختلاف أنواع الشخصيات في قبولها لمخاطر البورصة مع حالات الفزع و الطمع التي تنتج عن تحقيق أرباح أو خسائر أيضاً الصدمات التي تحدث بسبب حدوث خسائر كبيرة وبشكل مفاجيء مما يعرض أصحاب هذه الخسائر إلي حالات الاكتئاب التي تتفاوت في درجاتها وقد تصل إلي محاولات الانتحار . وقالت إن تعاملات الأفراد في البورصة قد تصيبهم بالضغوط العصبية والقلق والتوتر وأكدت ان الخسارة وحدها ليست سببا للانهيار فهناك عدد من المتعاملين الذين تعرضوا لمكاسب كبيرة وبشكل مفاجئ مما أصابهم بحالة من عدم التوازن والهستيريا نظراً للمفاجأة وحجم المكسب ، وأضافت أنه خلال السنوات العشر الماضية العديد تعرضوا لخسائر كبيرة كانت لها آثار قوية علي نفسيتهم نظراً للمفاجأة ولحجم الخسارة مما يصيبهم بالاكتئاب والانهيار . الصدمات ولفتت إلي أنه من خلال عملها احتكت بعدد كبير من المتعاملين في البورصة ولمست مدي تأثرهم بالصدمات النفسية بسبب الخسائر التي تكبدوها أو تعرضوا لها، ولوحظ أيضاً اختلاف الشخصيات ما بين مغامر وبين محتاط وما بين متوازن مرورا بالحذر والمتردد إلي المقلد لغيره وما بين متطرف في حيطته وما بين متطرف في مغامرته يكاد يكون متهوراً أو مندفعاً . وليد عبد المنعم المسئول عن خط المساندة النفسية قال هناك مجموعة تحرص دوماً علي أن تكون البورصة هي الشغل الشاغل لها وتركت أعمالها وأدمنت البورصة وأصبحت بالنسبة لها نوعا من أنواع الإدمان و يوجد آخرون ممن يتبع مبدأ الحيطة والحذر. اشار وليد ان خط المسانده والخاص بالبورصة يقدم خدماته عن طريق تقديم دروس توعية للمتداولين الجدد عن مفاهيم البورصه بالاضافه الي تقديم العون النفسي بواسطه اطباء متخصصين وذلك لتجاوز اي صدمة نفسية اضاف ان المتعامل بسوق الاوراق الماليه يتحرك مابين طمع في الربح الاكبر والخوف من الخسارة والغالبية العظمي تتصرف بعشوائيه شديده ولذلك فهم معرضون للخسارة والتي قد يصاحبها حدوث ازمات نفسيه لذلك ياتي دورنا لتقديم خدمة المحلل النفسي ورفع درجة الوعي بضرورة اللجوء الي استشاري نفسي حتي يستعيد البورصجي ثقته بنفسه ويعاود الاستثمار مرة اخري. الشخصية المجازفة من جانبه اكد د.احمد عبد الحافظ خبير اسواق المال ان الشخصية المصرية مجازفة وغير مطمئنه ولذلك نري اغلب المتعاملين في البورصة يحركهم الخوف الشديد من الخسارة والرغبة الشديدة في المكسب السريع وينعكس ذلك علي الارتفاعات والانخفاضات التي تشهدها البورصة المصرية. اضاف ان الفكرة جيدة ومتبعة في بلدان عديدة ومجالات عدة ولكننا لا نمتلك ثقافة اللجوء لطبيب نفسي وقت حدوث اي ازمة فالبعض اما ان يبتعد عن البورصة لفترة او يلجأ لخبراءومحللين لاستشارتهم. من ناحية اخري اشار الدكتور وائل أبو هندي أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق الي أن التعامل في البورصة أمر قد شاع خلال السنوات الاخيره أو يمكن القول إنه زاد اهتمام الناس به ولاحظنا صدي ذلك من خلال العيادات النفسية . واضاف ان هناك انماطا للشخص الباحث عن الإثارة والبورصة كلها إثارة لأن البورصة بها تذبذب في الحدث و لا نعلم هل هو شائعة أم حقيقة وعدم التأكد إذا ما كان هذا سيحدث أم لا وهذا في حد ذاته إثارة وأيضاً هو الذي لا يكون عنده القدرة علي كف السلوك إذا كان غير مضمون النتيجة ، بعض المضاربين لا يستطيع التحكم في التوقف ويصل إلي درجة أن عملية التعامل في البورصة نفسها تهمه بغض النظر عن المكسب أو الخسارة فيصل إلي شكل متشابه تماماً لإدمان لعقاقير والمخدرات، ويكون الشخص مهتما بشيء ومنشغلا به وبعد أن أعطاه أشياء أو مشاعر جيدة أو مكسبا بعدها تبدأ الخسارة تتراكم خسارة وراء خسارة ويصبح عاجزاً عن أن يتوقف عن الاستمرار وفي نفس الوقت ينكر وجود مشكلة أو يحمل الآخرين الأخطاء.وقال هندي إنه لا يعتقد أنه سيكون هناك عدد كبير من هؤلاء في بلادنا ممن يعانون من الصدمات والاكتئاب ولكن القلق المستمر سيكون أكثر لأنه لا يوجد عدد كبير من الناس يصل إلي المقامرة المرضية والبورصة مجال يمكن حدوث ذلك فيه وهذا يعتبرا مجالا جديدا في بلادنا لأنه لا يوجد قمار مثل الخارج.