القلق أصبح السمة الرئيسية في العالم كله بسبب الازمة المالية العالمية وانتقل هذا القلق إلي اقتصادات الدول العربية مع التراجع الكبير الذي شهدته اسواق المال.. حول أداء الاقتصاد المصري العالمي في عام 2009.. واحوال البورصة المصرية كان لنا هذا الحوار مع ولاء حازم نائب رئيس إدارة الاصول بشركة اتش سي. * يتوقع البعض ان يكون النمو هذا العام حوالي 5%.. لكن الامور تسير عالميا إلي الأسوأ فهل من الممكن ان تتغير هذه التوقعات؟ ** لا أعتقد ان النمو في العام المالي 2008 2009 سيكون 5% لكنه سيكون في حدود 4.5% حيث اننا حققنا نموا في الربع الاول من هذا العام 5.8% وسيحدث بعد ذلك التراجع تدريجيا، وفي عام 2009 2010 سيكون النمو اقل من 4%، بالطبع كان التفاؤل هو السمة الرئيسية في البداية بدعوي ان الازمة لن تؤثر علينا بحدة لكن نبرة التفاؤل بدأت تتحفظ بعض الشيء. * ولكن علي المستوي الدولي، هل تري ان هناك احتواء للأزمة؟ ** لايزال هناك تشكيك في بعض الديون لدي البنوك ومستوي جودتها، وهناك البعض يتساءل ما إذا كانت هناك ديون جديدة ستتعثر، وبالطبع شاهدنا كيف بدأت الازمة من القطاع العقاري ثم امتدت لقطاعات اخري كالسيارات، نستطيع ان نقول إن هناك اجراءات لمواجهة الازمة لكن الحجم الحقيقي للازمة قد لا يكون قد ظهر بعد، فكل يوم تظهر أشياء جديدة ولا احد يستطيع ان يتوقع متي ستنتهي الازمة. * هل من الممكن أن نشهد انهيارات جديدة في المؤسسات الدولية؟ ** لا أريد ان أكون متشائما ولكن من الممكن ان نستخدم تعبير "صعوبات" بدلا من انهيارات. الاقتصاد المصري * بالنسبة للاقتصاد المصري.. ما رؤيتك لقطاعات السيارات والعقارات والاتصالات في ظل تنامي الأزمة؟ ** يعتمد قطاعا العقارات والسيارات علي النمو الاقتصادي، ومن المتوقع ان يشهدا انخفاضا في مبيعاتهما نتيجة لضغوط النمو علي المستهلكين في العام الحالي، فقد يتراجع البعض عن فكرة شراء عقار لانه يتوقع ان ينخفض سعره بشكل اكبر، أو لا يفضل ان يتعاقد علي شرائه بتقسيط علي فترة طويلة لانه من غير الواضح إلي أي مدي ستستمر الازمة الحالية، ونفس الحال بالنسبة للسيارات، وبالنسبة للاتصالات أعتقد ان الناس لن يتوقفوا عن استخدام "التليفون". * ولكن نجيب ساويرس صرح بأنه لن يضخ أي استثمارات جديدة في العام الحالي؟ ** هذه التصريحات كانت تتعلق بباكستان وبنجلاديش، وربما نجيب ساويرس لن يقوم بأي استحواذات جديدة العام الحالي، لكن أنا متوقع ان ايرادات شركات الاتصالات ستظل علي نفس مستوياتها هذا العام. البنوك * هناك الكثيرون ممن يتفاخرون بوفرة السيولة في البنوك المصرية.. لكن هذه السيولة تعكس سياسة متحفظة في الائتمان.. وان كانت البنوك تحقق أرباحا من خلال مجالات كالتجزئة المصرفية سابقا.. فهذه المجالات قد تتراجع.. هل يمثل ذلك عنصر مخاطرة علي البنوك؟ ** بالعكس كون انها تتحفظ في التوسع الائتماني هذا لا يمثل عنصر مخاطرة عليها، أعتقد ان البنوك لن تشهد هبوطا أو نموا في ارباحها هذا العام ولكنها ستحافظ علي معدلات ربحيتها، ومن الممكن ان تحاول بعض البنوك التوسع في الائتمان ولكن علي حسب الشركات خاصة في ظل أزمات الصناعة الحالية وانخفاض اسعار البترول وغيرها من الظروف التي تهدد بأن يتحول المدينون إلي متعثرين إذا لم تتم دراسة العملاء بشكل دقيق. * ولكن الشركات تشكو من رفع البنوك أسعار الفائدة بعد الأزمة؟ ** أسعار الفائدة ليست قرار البنوك ولكن قرار البنك المركزي. * ولكن الشركات تشكو من رفع أسعار الفائدة بنسبة كبيرة عن أسعار البنك المركزي؟ ** ربما يكون لأن البنوك تري ان هناك مخاطرة عالية وتحتاج التحوط لنفسها، لكنني أري ان المحرك الرئيسي هو البنك المركزي. ** هل تري من الضروري أن يخفض المركزي سعر الفائدة الفترة القادمة؟ ** يجب ان يخفض أسعار الفائدة، فالتكلفة في المتوسط 13% وهذا يمثل عبئا علي الشركات. * هناك البعض يري انه من الممكن تعويض ضعف الصادرات بالتحول للسوق المحلي.. هل من الممكن احداث هذا التحول في فترة قصيرة؟ ** هناك طلب محلي قوي.. فقد استوردنا ب 53 مليار دولار في العام المالي 2007 ،2008 وفي فترات النمو من الممكن ان يقبل بعض المستهلكين علي منتجات استهلاكية مستوردة ترتفع اسعارها عن المحلي، ولكن في ظل الازمة هناك من لا يقدر علي شراء المستورد أو يريد ان يضغط مصاريفه، وبالتالي هناك فرصة لتسويق المنتجات محليا، وهذا بالطبع لا ينطبق علي كل المنتجات.. فهناك منتجات محلية بجودة غير مرتفعة ولا تصلح كبديل.