في بداية ظهور ملامح الازمة المالية العالمية، ووصف الخبراء لها ب"الكارثة الكبري".. والتي نتج عنها الانهيار المالي الذي تعرض له اقتصاد الدول الكبري وتوقع حدوث شبح الركود الذي تخشاه دول العالم الثالث..! في هذه الاثناء، اعلنت الحكومة المصرية علي لسان رئيسها الدكتور احمد نظيف أن مصر بعيدة عن التأثيرات السلبية التي بدأت تطفو علي السطح وتعانيها معظم دول العالم.. واضاف الدكتور نظيف أنه يحمد الله الذي ابعد الشر عن مصر المحروسة من هذه الكارثة..!! وتسابق معظم السادة اصحاب المعالي الوزراء في حكومتنا السنية بالادلاء بتصريحات تشبه كلام رئيسهم عكس التصريحات المتفائلة التي سمعناها منهم قبل ذلك، واخيرا اعلن المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة ان علي التجار ان يبيعوا بأسعار مخفضة والتخلص من المخزون الراكد الذي يقدر بالمليارات ويكتفوا باسترداد اموالهم وبلا ارباح..!! وتغيرت النغمة المتفائلة الي اخري متشائمة.. بل شديدة القتامة والسواد اصابت الناس كافة بحالة من الاكتئاب..! واخطر ما في الامر كانت التصريحات التي اعلنها الدكتور احمد نظيف مؤكدا فيها ان المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه مصر مشاكل مزمنة لم تجد حلا علي ارض الواقع علي الرغم من المعرفة الكاملة بتشخيص ابعادها وتبعاتها.. وقال ان المشاكل الاقتصادية كانت تصطدم بمعوقات التطبيق وتبعات التحول سواء كانت هذه التبعات مالية او سياسية.. وطلب الدكتور احمد نظيف من مراكز الفكر ان تتقدم بحلول ابداعية لا تقتصر علي تشخيص الواقع فحسب، وانما علي اقتراح حلول غير تقليدية لا تغفل الواقع العملي المعقد بأبعاده الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. يا سلام.. الان تريد يا دكتور نظيف مساعدة الخبراء .. واعترافك بأن مشاكل مصر مزمنة.. طيب، ماذا فعلت ومعك كوكبة من الوزراء الخبراء عندما وجدت المشاكل مزمنة ولا يوجد لها حل من اي نوع؟! ثم لماذا صرحت منذ بداية ظهور الازمة العالمية بأن مصر بعيدة عن اثارها المدمرة، ام انك كنت تقصد بأن مشاكلنا اعمق واشد وطأة من الازمة المالية العالمية.. ولا حل لها..؟! والان تطلب افكار الخبراء للخروج من الازمات المستعصية في مصر، انني اعرض عليكم فكرة مبتكرة وجديدة، وهي احضار "ندابة" تتولي مهمة "اللطم والصويت".. ووراءها السادة اعضاء مجلس الوزراء الموقر وفي كورس جماعي بترديد ما تقوم به الندابة، واللطم علي الخدود.. مع شق الجيوب.. ويا الف حسرة علي مصر المحروسة!!