"سيكونون في صلب عملي يوميا في البيت الأبيض".. هذه العبارة بتوقيع الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما. أما من يعنيهم فهم أبناء الطبقة المتوسطة التي تتآكل عالميا، والطبقة المتوسطة العربية ليست استثناء، ومن ثم فإن كلمات أوباما -في ظني- لابد أن تجد تجاوبا في الكثير من الدول العربية التي تعاني طبقتها المتوسطة معاناة شديدة، والخطورة تتجاوز المنتمين لها إلي مجمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية. الطبقة المتوسطة ببساطة بمثابة "الأسمنت" في بنية المجتمعات، وضعفها بالتالي يمثل خطورة علي الهرم الاجتماعي وعلي جميع التفاعلات والعلاقات والتعاملات الجارية. يكفي -كمثال- الإشارة إلي أن القوة الشرائية للاقتصاد ترتبط إلي حد بعيد بقدرة أبناء الطبقة المتوسطة علي ارتياد الأسواق وشراء الخدمات بمختلف أنواعها، ومن ثم إنعاش الحركة التجارية والخدمية. في الكثير من المجتمعات العربية أصبحت هذه الطبقة جديرة بإطلاق وصف أو مسمي جديد هو "الطبقة المستورة".. وللأمانة، فإن الزميل سليمان قناوي الكاتب الصحفي بالأخبار صاحب التسمية، وهذا "التحور" يعني أن أولويات الشراء للسلعة أو الخدمة سوف ينخفض سقفها إلي الحدود الدنيا التي توفر "الستر" ليس إلا! ومن ثم، فإن الانعكاسات السلبية علي الأسواق تتفاقم في ظل عمليات النحر المستمرة والمتوالية لدخول أبناء الطبقة المتوسطة، خاصة في ظل تواصل تداعيات الأزمة المالية علي كل الأصعدة. أوباما لم يكتف بإعلان اهتمام إدارته "كليا بمستقبل الطبقة المتوسطة" علي سبيل التضامن المعنوي ولكنه ينوي -أوباما- وضع خطط لتحسين شروط حياة عائلات هذه الطبقة بل تقدم خطوة أكبر للأمام بتشكيل مجموعة عمل برئاسة نائبه بايدن من وزراء الصحة والعمل والتعليم تبدأ نشاطها فور تسلم إدارته مهامها. ما يبث الثقة حيال هذا التوجه إعلان فريق أوباما أن مجموعة العمل سوف تعد تقريرا سنويا حول أنشطتها وتوصياتها يتم نشره علي شبكة الإنترنت.. منتهي الجدية والشفافية. الاهتمام بعائلات الطبقة الوسطي في أمريكا.. أليس الأولي به أبناء هذه الطبقة في الدول العربية؟ لماذا لا نستنسخ تجربة أوباما؟ سؤال ينتظر إجابة عملية أو تفسيرا معقولا ومنطقيا لرفض الإجابة عنه!