لم يعد التفاوت الطبقي في مصر مقصورا علي الريف والحضر او سكان الزمالك وسكان الدويقة او منتجعات القطامية ودار السلام ولكن هناك تفاوت طبقي داخل الوزارات وبين العاملين في اجهزة الدولة.. ان دخل الموظف في شركات البترول يختلف تماما عن دخل موظف اخر في وزارة الاوقاف والتأمينات الاجتماعية او التربية والتعليم وهذا التفاوت ليس له مبرر لان العمل متشابه والدرجة واحدة والمؤهل واحد ولكن الحظوظ هي التي جعلت هذا يختلف عن ذاك.. وهذه رسالة تتحدث عن هذا التفاوت الرهيب في دخول موظفي الدولة. استاذنا وشاعرنا الكبير.. فاروق جويدة سلام الله عليكم أكثر ما يؤرقنا الان التفاوت الطبقي في مصر والاختفاء المفاجئ للطبقة المتوسطة والتي يمثل اغلبها الموظفون والعاملون بالحكومة مما استرعي انتباهي منذ فترة بعد بيع الحكومة القطاع العام تصريحها بأنها انها في سبيلها لتطوير الجهاز الحكومي ولم تكن تعرف ان هذا التطوير هو التقسيم الغريب والغريب لبعض العاملين بالوزارات والمديريات التابعة للحكومة، فبعض الوزارات اصبحت بين يوم وليلة من اهم الوزارات والعاملون بها يحظون بمرتبات وحوافز متميزة "الكهرباء الاتصالات الجمارك الضرائب العامة والعقارية التأمينات والمعاشات" وهي مديريات لا تقوم إلا بتحصيل "فواتير كهرباء - تليفونات - رسوم" أراها "اتاوات مقننة" وهي كما تري لا تحتاج إلي جهد خارق أو أداء متميز أو ابداع أو اضافة من أجلها استحقت ان يمثلها فئة معينة تحتاج لصفات وقدرات غير عادية، في حين ان باقي الوزارات والمديريات الأخري لا يصل مرتب بعضهم الي ربع مرتب هؤلاء لك ان تتخيل سيدي المشهد كمشهد سينمائي هناك من يقف ببوابة الحارة وهو المعلم الكبير الذي يرسل رجاله ليحصلوا من أهل الحارة علي الاتاوات ثم يهرع هؤلاء إلي المعلم آخر النهار بحصيلة يومهم ليمنحهم مكافأته علي ما جلبوه له من مكاسب ومغانم فلا أسباب واضحة لدينا لكون هؤلاء يحتلون هذه الوظائف التي التحقوا بها دون تميز أو تفوق، غير ان هذه الوزارات اصبحت فجأة محط اهتمام وتقدير الحكومة وبقي العاملون بالوزارات الأخري يندبون حظهم العاثر الذي أوقعهم في هذه الوزارات المنحوسة حتي أصبح الانتماء لها من الخيال وخلقت لنا حقدا طبقيا بين طبقة واحدة أنا أفهم ان يتم هذا التمييز للكادحين في قطاع البترول والمناجم والمصانع أي لاصحاب الجهد غير العادي فهذا حقهم. هل تعرف يا سيدي ما هو حلم الشباب اليوم.. انه ليس في الحصول علي وظيفة فقط لكن ان تكون هذه الوظيفة في هذه الوزارات بعينها حتي ولو كان بدرجة عامل فمرتبه سيتساوي في هذه الحالة مع مرتب مدير عام في المديريات المغضوب عليها بل اصبح أمل الكثيرين من العاملين بها ان ينتقلوا لهذه المديريات المتميزة ويسأل عن هذا مكاتب وحقائب اعضاء مجلسي الشعب والشوري المكدسة بطلبات هؤلاء الشباب والموظفين فقد يتحقق الحلم والأمل.. وما أريد قوله هو لماذا لا تقوم الحكومة بتوحيد الاجور والمرتبات للعاملين بها علي قدم المساواة كل حسب درجته ومدة خدمته وعليه سيوفر هذا للحكومة اشكالية الدعم ومن يستحقه بشكل نقدي الأقل دعما للأعلي أجرا زيادة علي المرتب والأكثر دعما للأقل أجرا وهذكا وبذلك يتحقق جزء مهم من العدالة الاجتماعية المفقودة بالاضافة إلي ان الحكومة لديها تصنيف لباقي شرائح المجتمع خاصة المسجلين لدي وزارة التضامن الاجتماعي التي تستطيع تقديم الدعم لهم بما يتناسب مع حالتهم. فهل ما أراه من العبقرية بحيث لم تفكر فيه الحكومة وهل ما فكرت فيه من الخيال حتي يصعب تحقيقه. الإعلامية أحلام الأسمر - العريش