مازالت أصابع الاتهام تشير لشهادات الإيداع الدولية المقيدة ببورصة لندن GDR بأنها اللاعب الأول وأكثر العوامل التي أضعفت أداء الأسهم القيادية ومن ثم تراجع المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية. وتباينت أراء خبراء سوق المال حول استجابة الأسهم القيادية لتحسن السوق فرأي بعضهم قيادتها للصعود والهبوط المتبادل بينما رأي البعض الآخر قيادتها للهبوط فقط وعدم تأثرها بتحسن أداء السوق لادراج أغلبها في بورصة لندن مما جعلها أكثر تأثرا بالاقتصاد العالمي من المحلي وأثر بالسلب علي أدائها بالسوق المحلية. أرجع وائل جودة محلل فني وخبير سوق المال ضعف أداء الاسهم القيادية في البورصة المصرية لامتلاك أغلبها لشهادات ايداع دولية ببورصة لندن مما جعلها تتأثر بما تشهده تلك الاسواق العالمية من تذبذبات وهبوط نتيجة الأزمة المالية العالمية وبالتالي أثر علي أدائها بالسوق المصري. أما الأسهم غير الممتلكة لشهادات الايداع الدولية فأوضح عدم استجابتها لتحسن أداء السوق وضعف أدائها مشيرا لتراجعها بنسبة تراوحت بين 40% و60% أما الاسهم الأخري فتراجعت بنسب أعلي وصل إلي 65% و90% وبالتالي مع دخول استثمارات جديدة توجهت للأسهم الأكثر انخفاضا رغبة في تحقيق أرباح أكثر ومن ثم ابتعد المستثمرون عن الدخول في الأسهم القيادية متوجهين للأخري الأكثر انخفاضا وبالتالي صعدت بشكل أسرع نظرا لضخ استثمارات جديدة بها. رشح سببا آخر لابتعاد المستثمرين عن الأسهم القيادية باعتبارها أسهما أجنبية أي أنها تشهد اقبالا كبيرا من المستثمرين الأجانب ومع التذبذبات التي تشهدها تلك الاسواق والأزمة التي اجتاحتها اتجه الأجانب لعمليات بيعية عديدة لتسوية مراكزهم في أسواقهم الخارجية. أضاف: رغبة المستثمرين المصريين في البعد عن كل ما يرتبط بالأجانب لاستمرار عملياتهم البيعية ومن ثم التأثير السلبي علي الاسهم المستثمرين بها. ذكر سببا آخر وهو توجيهات وزارة الاستثمار للشركات القابضة للتدخل بشراء أسهم خزينة بالشركات التابعة لها. توقع جودة تحسن أداء الأسهم القيادية في حالة تحسن الاسواق العالمية واستقرار الأوضاع بها وخاصة أن تلك الأسهم محط أنظار الأجانب. رأي مصطفي بدرة محلل وخبير سوق المال أن الأسهم القيادية أو الأسهم الكبري الخط الأول في تراجع السوق والدافع الرئيسي في المبيعات التي تقوم بها المؤسسات الخارجية أو الأجانب. أكد أن تراجع الاسهم القيادية له دور كبير في تراجع السوق نظرا لأن أغلبها مسجلة بشهادات الايداع الدولية المتداولة ببورصة لندن وبالتالي فمع تراجع الأسواق العالمية والخارجية تشهد الاسهم القيادية هبوطا ملحوظا في أسواقها المحلية بالاضافة لوجود الكثير منها بالمؤشر الرئيسي بالبورصة المصرية المتداولة وثائقها بالبورصات العالمية مما يؤثر علي المؤشر بالسلب. أوضح ضعف أداء الأسهم القيادية غير المقيدة أيضا ببورصة لندن مشيرا لوجود سهم قيادي تقريبا بكل قطاع يعد أحد أعمدته الاساسية يؤثر تراجعه علي أداء القطاع بوجه عام وعلي الاسهم التي يتضمنها القطاع. أضاف ارتباط القطاعات ببعضها البعض مما يجعل التأثير السلبي ينتقل من قطاع لآخر. ذكر أن الاسهم الصغيرة والتي تراجعت بشكل أكبر من الاسهم القيادية ووصلت لأسعار جيدة استطاعت جذب العديد من المستثمرين إليها وشهدت دخول رءوس أموال جديدة أثرت عليها بالايجاب مما جعل أداءها أقوي من الاسهم القيادية. رفض أحمد شلبي محلل وخبير سوق المال وصف أداء الاسهم القيادية بالضعف موضحا أن الأسهم كان أداؤها مواكبا لأداء السوق حيث تراجعت مع تراجع السوق مثل الاسهم الصغيرة وصعد مرة أخري مع تحسن أداء السوق فيما عدا (OCI). رفض تحميل شهادات الايداع الدولية ببورصة لندن مسئولية تراجع الاسهم في البورصة المصرية مشيرا لمحدودية تأثيرها مؤكدا أنه حتي في حالة ايقاف التعامل علي شهادات الايداع الدولية فإنه لن يحجم التراجع نظرا لوجود الأجانب بالسوق المصري وتعاملهم بحرية بداخله. لفت للضوابط التي وضعتها هيئة سوق المال بماليزيا للحد من تأثير الأجانب حيث حددت فترة لها تقل عن سنة من دخول المستثمر الأجنبي حتي يتمكن من الخروج أو بيع الاسهم. طالب بضرورة تفعيل مثل تلك الضوابط للحد من الموجات البيعية للمستثمرين الأجانب لتسوية مراكزهم المالية في أسواقهم العملية مؤكدا حاجة السوق في الفترة الحالية لمستثمرين وليس مضاربين. أشار لضغط عوامل رئيسية علي السوق خلال العام الجاري أثرت علي أدائه ودفعته للتراجع بدأت بقرارات 5 مايو المتعلقة بأسعار الطاقة والغاء الاعفاء الضريبي للمناطق الحرة ثم الأزمة المالية العالمية وتأثيرها علي أداء السوق المصري. أوضح محمد بهاء الدين النجار محلل سوق المال أن الاسهم القيادية هي قائدة السوق في فترات الصعود وأيضا للهبوط مضيفا أنها في حالة الصعود تصعد بنسب أكبر من الاسهم الأخري وتتراجع بشكل أكبر في حالات التراجع. لفت لتركيز الاسهم القيادية علي الأنشطة الاساسية للاقتصاد المصري بالاضافة لارتباطها بالاقتصادات العالمية أكثر من المحلية لكون العديد منها شركات متعددة الجنسيات مما يجعلها سريعة التأثر بالازمات الاقتصادية العالمية. استطرد قائلا: تمتلك تلك الشركات عدة فروع في الدول العالمية المختلفة مما تجعلها تتأثر بالاحوال الاقتصادية العالمية في تلك الدول. ذكر أن بعض تلك الاسهم القيادية مدرجة ببورصة لندن مما يعرضها للتأثر السلبي بالاحداث العالمية المالية السلبية ومن ثم تلقي بظلالها علي اسهمها المقيدة بالبورصة المصرية.