وسط غياب ملحوظ لممثلي مجلسي الشعب والشوري المصريين قال عدد من البرلمانيين الدوليين ان الأزمة المالية العالمية ستزيد حدة الفساد داخل دول المنطق، وأكدوا ان الفساد دفع البنوك العالمية الي شطب 1.4 تريليون دولار 1400 مليار دولار من مستحقاتها علي عملائها لعدم قدرتها علي استردادها وفقدان اكثر من 20 مليون شخص وظائفهم وزيادة عدد من يقعون تحت خط الدولار الواحد يوميا بواقع 40 مليون شخص و100 مليون لمن هم دون الدولارين، وأشاروا الي انه اذا كان الفساد يلتهم موارد الشعوب في اوقات الرخاء ويتسبب بزيادة الفقر والأمية ويقلص رقعة ابسط مقومات الحياة الكريمة ويزيد من معدلات البطالة فان تأثير الفساد في أوقات الأزمات الاقتصادية سيتحول إلي وحش فتاك كاسر يلتهم ما تبقي من مقدرات الأمم فلا يبقي ثروة ولا تذر رخاء. ولفت البرلمانيون النظر الي زيادة الفساد داخل دول المنطقة حيث أشاروا الي تقرير منظمة الشفافية الدولية بشان الفساد ومؤشرات الفساد التي حققتها الدول العربية حيث حصلت علي نسبة 7ر23% ضمن بند المساءلة والمحاسبة وعلي 9ر44% فقط ضمن بند فاعلية الحكومات، مبينا ان تلك المؤشرات ليست الا نتيجة طبيعية لخلل بنيوي في معايير الحكم . وكان برلمانيون من 80 دولة قد شاركوا في المؤتمر البرلماني العالمي الثالث ضد الفساد الذي تستضيفه الكويت لمدة 4 ايام ويعقد تحت رعاية امير الكويت الشيخ صباح الجابر الصباح وبحضور ولي العهد الشيخ نواف الاحمد الصباح ورئيس مجلس الامة جاسم الخرافي ورئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح. ودعا جون ويليامز رئيس المنظمة العالمية لبرلمانيين ضد الفساد برلمانات العالم الي سن القوانين الخاصة بمكافحة الفساد وتطبيق هذه القوانين من قبل الحكوما... وقال ان تلك مهمة ليست يسيرة لكنها تقع علي عاتق البرلمانيين داعيا اياهم الي مساندة بعضهم البعض في الكفاح ضد الفساد.. واشار الي الفساد الناجم عن الامتيازات التي يحصلها النائب المنتخب وصولا الي المناصب القيادية لذا كان من الضروري العمل من اجل من انتخبونا مضيفا انه ليس من الصحيح ان نستغل هذه الامتيازات او نسمح للاخرين باستغلال مناصبهم وممارسة سلطاتهم من اجل فوائد شخصية غير قانونية.واوضح ان الفساد هو الجشع في الحصول علي مكاسب مادية بأي ثمن وعلي حساب الاخرين مبينا ان الجشعين الذين يعيشون علي الفساد لا يهمهم الثمن الذي يدفعه الاخرون في سبيل ذلك.. وتساءل ويليامز: لماذا يقع الفساد علي عاتق الضعفاء الفقراء والاميين والمرضي في حين تتدفق الثروات الطائلة وغير الشرعية دون رقابة الي الأثرياء والأقوياء وممن لديهم علاقات وثيقة بذوي النفوذ، وارجع السبب في ذلك الي ان الضعفاء والفقراء وهم اكثر من مليار شخص في العالم يعيشون علي هامش المجتمعات وتم ابعادهم عن نطاق الامتياز اذ ان أصواتهم الانتخابية لا تعني شيئا.. ودعا ويليامز الي استعادة سلطة صندوق الاقتراع مرة أخري لان الادلاء بالصوت الانتخابي يعني القدرة علي مساءلة الحكام عن طريقة حكمهم لمجتمعهم، وقال ان من يعيشون علي هامش المجتمعات يريدون ثلاثة اشياء في الدنيا هي السلام والرخاء والامل في غد افضل من اليوم.. وناشد ويليامز البرلمانيين المشاركين بالقول: هنا يأتي دورنا .. وواجبنا كبرلمانيين وممثلين منتخبين ان نحرص علي حصول هؤلاء علي السلام والرخاء والامل في غد افضل وواجبنا ان نحرص علي ان يعي الفاسدون الذين يسرقون اكثر من حقهم في الربح انهم سيحصلون علي اكثر من حصتهم من الالام، واوضح ان علاج الفساد يتم من خلال التأكيد علي ان المفسد سيتم كشفه متلبسا ان عاجلا او آجلا وبالتالي لن يكون العقاب حينئذ امرا مستساغا .