حدد الخبراء ورجال الاعمال عدداً من المحاور التي تتيح تعظيم الاستفادة من الامكانيات والموارد المتاحة بميناء شرق بورسعيد وبما يؤدي إلي رفع القدرة التنافسية للموانيء المصرية والعبور بها إلي العالمية. في مقدمة هذه المحاور الاسراع بتنفيذ المنطقة الصناعية بظهير الميناء الصحراوي والتي ستعمل علي ايجاد تجمعات زراعية وصناعية وسكانية تخدم الميناء وتستفيد من قربها منه في رواج المنتجات المصرية. ثاني المحاور المقترحة إنشاء ادارة مختصة بإنهاء اجراءات التراخيص الخاصة بالمشروعات الجديدة بالمنطة الصناعية وتقديم حوافز وتسهيلات لجذب رؤوس الأموال المحلية والاجنبية علي ان يتم الاسراع في انشاء هذه المناطق باعتبار ان الاستثمار في البنية الاساسية يعد من الاستثمارات الآمنة. أكد الخبراء أيضا أهمية الميناء في انعاش الاقتصاد المصري والربط بين محافظات القناة اضافة إلي جذب استثمارات متوقعة تقدر ب 30 مليار جنيه حتي عام 2003. يقول المهندس محمد لطفي منصور وزير النقل ان اعلان المخطط العام لتطوير ميناء شرق بورسعيد في وجود تجمع هائل من المستثمرين والمسئولين عن النقل لا يمثل فقط مجرد انشاء ميناء محوري ينافس عالميا ولكن يأتي في الاساس ليكون بيتا يحتضن ابناء بورسعيد ومحافظات القناة ويجسد وعداً حكوميا بالمحافظة علي المدينة وايقاع التشغيل بها كمنطقة حرة لأن الميناء انشيء ليعامل معاملة المنطقة الحرة. ويضيف وزير النقل أن تنمية ميناءي غرب وشرق بورسعيد لها بعد استراتيجي في الربط بين محافظات القناة وسيناء والتي تمثل تنميتها مشروعا قوميا يأتي علي اولويات اجندة الحكومة، كما ان ايقاع الحياة في محافظة بورسعيد له طبيعة خاصة ستنجح اعمال تنمية الميناءين في استمراريته. ويؤكد المهندس منصور اننا نهدف ان يصبح ميناء شرق بورسعيد أهم ميناء محوري لتجارة الترانزيت في منطقة البحر المتوسط، وأن يحتل مكانة متقدمة في قائمة أهم 15 ميناء في العالم خلال ال 3 سنوات المقبلة وأن تصل طاقة تداول الحاويات بالميناء إلي 11 مليون حاوية عام ،2015 ويضيف وزير النقل أن الميناء نجح بالفعل في جذب استثمارات غير حكومية وصلت إلي 6 مليار جنيه متوقعا أنه بعد طرح مشروعات المرحلة الأولي الاستثمارية سيتم جذب مزيد من الاستثمارات خلال ال 5 سنوات المقبلة. مشيرا إلي أن تطوير الميناء سيتم علي 3 مراحل رئيسية ليجذب استثمارات تقدر ب 30 مليار جنيه حتي عام 2030. يوضح حمدي برغوث - خبير النقل الدولي - أن ميناء شرق بورسعيد يتمتع بموقع متميز حيث يقع علي الضفة الشرقية لقناة السويس بالقرب من محطة الحاويات الجديدة في ميناء بورسعيد، وهي أحد أكبر خطوط تدفق الحاويات العالمية بين آسيا وأوروبا كما يعتبر موقعا مثاليا للترانزيت أي نقل الحاويات من سفينة إلي أخري، بالإضافة إلي قربه من دول منطقة البحر الأحمر مثل شبه الجزيرة العربية وشرق أفريقيا ويري برغوث أن هذه الأسباب جعلت الميناء يحقق نتائج أكثر من المتوقع في السنة الأولي حيث كان المتوقع أن يتم في السنة الأولي تداول نحو 333 ألف حاوية ارتفعت إلي 800 ألف حاوية وفي السنة الثانية تعدي المليون والسنة الثالثة وصلت إلي نحو 2 مليون حاوية. ويشير برغوث إلي تمتع الميناء بالديناميكية الجغرافية بما يتيح سهولة نقل وتقسيم المشروعات الاستثمارية وإنشاء المحطات التخصصية بما يسمح بأي توسعات مستقبلية وهو ما يمثل عنصر جذب مهما للمستثمرين. مؤكدا أن الميناء تمت إدارته بأسلوب متميز من قبل كبري شركات إدارة الخطوط الملاحية في العالم. ويحدد حمدي برغوث آليات دعم ميناء شرق بورسعيد وأهمها الاستفادة من منطقة ظهير الميناء علي أن تسرع الحكومة بإنشاء منطقة صناعية كبري خاصة أن خلفه صحراء يجب تحويلها إلي مشروعات خدمية وصناعية ضخمة تتولي الحكومة إنشائها بالإضافة إلي إقامة منطقة خدمات لوجيستية. ويري الدكتور أيمن النحراوي - أستاذ بالأكاديمية العربية لعلوم النقل البحري والتكنولوجيا - أن ميناء شرق بورسعيد أهم ميناء محوري لتجارة الترانزيت في منطقة البحر المتوسط وأنه يحتل مكانة متقدمة ضمن قائمة أهم 15 ميناء في العالم، ويبدي النحراوي تحفظا وهو أن ميناء شرق بورسعيد عمل طوال الفترة الماضية كميناء إعادة شحن "ترانزيت" رئيسي لحساب واحدة من كبري الشركات الملاحية العالمية ولخدمة "تراددات" سفنها في منطقة شرق البحر المتوسط ويقول: في تصوري أن هذه الشركة أفادت نفسها أكثر مما أفادت الاقتصاد المصري، خاصة أن القدر المتحقق من منافع اقتصادية مرغوبة من هذا المشروع في المرحلة الأولي لم يكن مؤثرا في الاقتصاد القومي بدرجة ايجابية ملموسة، فالشركة قامت بتنمية نفسها ولنفسها.