رسالة باريس - نجلاء الرفاعي: تتواصل الاتصالات المصرية علي المستويين الأقليمي والعالمي لمناقشة الوضع الاقتصادي العالمي وإجراء المشاورات للاتفاق علي استراتيجية عربية ودولية لاحتواء الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية قبل انعقاد المؤتمر الموسع الذي يجمع قادة العالم والمتوقع أن يكون في نوفمبر المقبل لوضع أسس نظام اقتصادي عالمي جديد يتلافي الثغرات الموجودة في النظام الحالي. بدأ الدكتور محمود محيي الدين جولة خليجية أمس تشمل الكويت والبحرين وعمان، كما أنهي المهندس رشيد محمد رشيد - وزير التجارة والصناعة - زيارة مهمة لفرنسا واتجه منها إلي تركيا، ويسلم الوزيران رسائل إلي قادة هذه الدول من الرئيس حسني مبارك تتضمن رؤية مصر لمواجهة الأزمة العالمية وزيادة التعاون الثنائي والتجارة البينية والاستثمارات المشتركة. في الكويت تسلم الشيخ صباح أحمد الجابر الصباح أمير الكويت رسالة الرئيس مبارك من الدكتور محمود محيي الدين الذي أجري لقاءات مع رئيس الوزراء الكويتي ووزير التجارة والصناعة. وكشف وزير الاستثمار خلال لقائه وأعضاء غرفة التجارة والصناعة الكويتية برئاسة الشيخ علي ثنيان الغانم عن مراجعة تقوم بها المجموعة الوزارية الاقتصادية في مصر للقوانين التي اتخذت أو التي تم تعديلها مؤخراً خاصة ما تعلق منها بالطاقة لافتاً إلي أن تدابير أخري ستتم مع رئيس الوزراء ووزير المالية لحسم هذا الموضوع خاصة مع وجود إقبال كبير من جانب المستثمرين علي تنفيذ مشروعات ذات ارتباط وثيق بالطاقة، إلي جانب ما تم اتخاذه مؤخراً من السماح للمشروعات التي مازالت تحت التأسيس علي السماح لها باستيراد الآلات والمعدات ومستلزمات الإنتاج دون رسوم جمركية. من جانبه أوضح رئيس الغرفة علي الغانم أن هناك تغييرات في القوانين اتخذتها الحكومة المصرية مؤخراً تخص قطاع الاستثمار تثير علامات استفهام حيث جري تطبيقها بأثر رجعي علي استثمارات لشركات أجنبية تم توقيع اتفاقات معها.. مشيراً إلي أن هذا الموضوع تمت إثارته خلال اجتماعات اتحاد غرف التجارة والصناعة العربية الذي عقد ببيروت أمس الأول. وطالب عاصم رجب - رئيس هيئة الاستثمار - بعقد شراكات مشتركة تمنع احتباس السيولة من أن يعاد ضخها مرة أخري في شرايين اقتصاد البلدين.. ولفت إلي أن هناك العديد من المجالات التي كانت حكراً علي الحكومة تم اتاحتها للمستثمرين ومؤخراً تحدثنا مع مجموعة عارف الاستثمارية المختصة بالتعليم والصحة لإقامة منشآت خدمية متكاملة تدخل فيها الحكومة بالأرض كمساهم. مشيراً إلي أن التوجهات الحكومية الحالية باتجاه تنمية ما لديها من أراض دون بيعها. من جانب آخر اختتم المهندس رشيد أمس زيارته السريعة إلي فرنسا بعد عقد عدة مباحثات مكثفة مع كبار المسئولين في فرنسا، وتوجه الوزير إلي استطنبول بتركيا والتي سيلتقي فيها بعدد من كبار المسئولين الأتراك علي رأسهم الرئيس التركي عبدالله جول والذي سيسلمه رسالة الرئيس مبارك. وصرح رشيد بأن مباحثاته في فرنسا حول سبل مواجهة الأزمة المالية العالمية وتنسيق الموافق بين دول الاتحاد من أجل المتوسط تأتي في إطار التحرك المصري لتنسيق المواقف في مواجهة الأزمة مع الدول المؤثرة حيث ترأس فرنسا حالياً الاتحاد الأوروبي وترأس أيضاً مع مصر تجمع الاتحاد من أجل المتوسط، مشيراً إلي أن هذه التحركات تأتي أيضاً استكمالاً للمباحثات التي تمت في كل من المملكة العربية السعودية وقطر لبناء موقف عربي موحد تجاه سبل مواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية. وأوضح رشيد إنه التقي في باريس مع هنري جينو المستشار الخاص للرئيس الفرنسي ساركوزي والمسئول عن مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط حيث بحث معه الإجراءات المقترحة لمواجهة الأزمة المالية العالمية وآليات التنسيق بين مصر وفرنسا في هذا المجال وكذلك بحث معه الإعداد للقمة الاقتصادية العالمية في نوفمبر المقبل والتي ستناقش آليات مواجهة الأزمة، وأوضح رشيد للمسئول الفرنسي أن هناك تنسيقا بين مصر والسعودية لبناء موقف عربي موحد تجاه مواجهة الأزمة سيتم عرضه أثناء القمة العالمية وبحث الوزير مع المسئول الفرنسي أيضاً سبل تطوير وتنشيط تجمع الاتحاد من أجل المتوسط وذلك في ضوء الرئاسة الفرنسية المصرية للاتحاد حالياً. وعقد المهندس رشيد أيضاً جلسة مباحثات مع لوك شاتيل وزير الدولة الفرنسي للصناعة وتركزت المباحثات علي الإعداد لمؤتمر وزراء الصناعة في تجمع الاتحاد من أجل المتوسط والذي سترأسه مصر وفرنسا والمقرر عقده في مدينة نيس الفرنسية يومي 5 و6 نوفمبر المقبل وتناولت المباحثات أيضاً الاستفادة من الخبرات الفرنسية في تطوير وتحديث الصناعة المصرية خاصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة. رحب المسئولون الفرنسيون بحضور السفير المصري ناصر كامل بالتحرك المصري علي أعلي مستوي لبناء موقف عربي تجاه مواجهة تداعيات الأزمة المالية العالمية والتنسيق مع الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي وتجمع الاتحاد من أجل المتوسط فيما يتعلق بأي تصورات أو آليات لنظام اقتصادي عالمي جديد. وقبيل مغادرته باريس متوجهاً إلي أسطنبول أمس لتسليم رسالة الرئيس حسني مبارك للرئيس التركي عبدالله جول قال المهندس رشيد محمد رشيد للوفد الصحفي المصري في باريس إنه سيرأس أيضاً الوفد المصري المشارك في فعاليات الدورة ال 24 للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي "الكومسيك" والذي سيبحث تداعيات الأزمة المالية العالمية علي اقتصادات العالم الإسلامي.