استطاعت الأزمة المالية الحادة وما نتج عنها وأصاب الاسواق المالية العالمية في مقتل أن يطيح بآمال وأحلام المستثمرين المصريين وكبدتهم خسائر فادحة فاقت كل التوقعات. طالب الخبراء المستثمرين المصريين بالخارج بعدم التخلص من أسهمهم في الفترة الحالية والقيام بتعديل محافظهم ومراكزهم المالية بالدخول في شركات قوية حاليا والانتظار "الصبر" حتي تتحسن الأموال ثم بعد ذلك التحول إلي أسواق مالية جديدة. ذكر محمد فتح الله مدير تسويق بشركة أوبتيما لتداول الأوراق المالية، أن الاستثمارات المصرية في الولاياتالمتحدة يصيبها ما أصاب الاسهم الأمريكية خاصة مع الأزمة الحالية فضلا عن الخسائر الفادحة لأسهم المضاربات مؤكدا خطورة الاستثمار في الولاياتالمتحدة مشيرا إلي شدة الهبوط هذه المرة. وطالب المستثمرين المصريين في الخارج بالتروي في البيع لعدم تكبدهم لخسائر عالية، والدخول في شركات جيدة في حالة وجود سيولة متوقعا انتهاء الأزمة قريبا خاصة بعد الانتخابات الأمريكية سيحدث انتعاش اقتصادي بالاضافة لأهمية توخي الحظر ومحاولة اقتناء الفرص الموجودة مؤكدا أن الازمة الحالية ليست شبيهة بأزمة العشرينيات لأن الخريطة الاقتصادية في العالم اختلفت تماما. وأشار الدكتور محمد الصهرجتي العضو المنتدب لشركة سوليدير لتداول الأوراق المالية، أن الاستثمارات المصرية بالولاياتالمتحدة والسوق الأوروبية ستتأثر وفقا لطبيعة الاستثمارات الموجودة موضحا أن التأثر يختلف أيضا حسب توجه المستثمر فالاستثمار في العقارات سيهبط بقوةوكذلك الاستثمار في الاسهم الأمريكية بينما نقل درجة تأثر الايداعات في البنوك الأمريكية لحماية الحكومة الأمريكية لها مشيرا إلي تأثر كل من المؤسسات والافراد بالأزمة إلا أن الاستثمار في السندات الأمريكية الحكومية لم يتأثر معتقدا أن البنوك المصرية مستثمرة في تلك السندات لأنها استثمارات آمنة. نصح المستثمر المصري في الاسواق الأمريكية بتوخي الحظر لأن الاسواق والاسهم الأمريكية تتعرض لمرحلة تذبذب عالية تأثرا بما يحدث في أمريكا مما يؤثر علي الاقتصاد الأمريكي ككل ويؤدي لضعف إنتاج المصانع الأمريكية بالاضافة لانكماش القطاع العقاري وهو من أهم وأكثر القطاعات الأمريكية المتأثرة. ورأي أن الملاذ الآمن للمستثمرين حاليا هي سندات خزانة الحكومة الأمريكية مؤكدا البعد عن الاستثمار العقاري لأنه عالي المخاطر مشيرا إلي عدم جاذبية السوق الأمريكي حاليا ورأي أن السوق المحلي الافضل لأن مؤشرات الاقتصاد المصري مازالت في نمو. ويري أن الخروج حاليا ينتج عنه خسائر كبيرة لأن كل الادوات المالية التي تعرضت للازمة انخفضت بشدة. أكد أن المشكلة في العالم الآن أصبحت تتمثل في انعدام الثقة فأصبحت البنوك الامريكية نفسها لا تثق في بعضها البعض، فلا يمكن لبنك أن يسلف بنكاً آخر إلا بضمان من البنك الفيدرالي لذلك رأي أهمية وجود عوامل جذب داخل السوق المصري فبالرغم من أن أسعار الاسهم مغرية ومضاعف الربحية انخفض لكن لابد من أن تقوم الحكومة بتشجيع الاستثمار وتمهيد الطرق للمستثمرين عن طريق الثقة ومحاولة ضخ سيولة بشراء اسهم مما يطمئن المستثمرين وبالتالي نصبح جاذبين للاستثمار الاجنبي في حالة وجود مؤشرات جيدة وليست اسعار الاسهم.