أكد خبير استراتيجي بريطاني أن موقف الأزمة المالية ازداد سوءاً علي مستوي العالم وأنه يتوقع أن يدخل الاقتصاد العالمي حالة من الركود في معظم الدول قد تستمر عامين علي الأقل، في رأيه، وربما يستغرق الأمر خمسة أعوام حتي تعود لهذا الاقتصاد عافيته من جديد. وأوضح البروفيسور بول روجرز - أستاذ دراسات السلام بجامعة برادفورد البريطانية - في تصريحات خاصة لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط بلندن - أنه وإن كان من الأمور الإيجابية القليلة التي حدثت نتيجة لهذه الأزمة بالنسبة للعديد من البلدان الفقيرة في العالم هو حدوث بعض التخفيضات في أسعار بعض السلع الغذائية وكذلك في أسعار الوقود غير أن الصورة في جوانب أخري لا تحمل أنباء سارة بالنسبة لشعوب هذه البلدان. وأضاف أن التجارب السابقة أثبتت أن المجتمعات الفقيرة والمهمشة حول العالم هي التي تكون أكثر من يتضرر من الأزمات الاقتصادية الكبري وأوقات الركود بينما يمكن للمجتمعات الأكثر ثراء يمكنها الصمود أمام هذه الأزمات بصورة معقولة نسبياً. وفيما يتعلق بتراجع حجم النشاط الاقتصادي فإن الدول الصناعية ستكون أكثر تأثراً بهذه الأزمة رغم أن الأنظمة الاقتصادية بها تتسم بالمرونة والقدرة علي الاستجابة للأحداث الطارئة لكن للفقراء الذين يعيشون في داخل هذه البلدان. وأعرب البروفيسور روجرز عن اعتقاده أن معظم التأثير سيكون علي شعوب الدول الفقيرة الذين يمثلون أغلبية سكان العالم وهو ما يتضمن معظم شعوب أمريكا اللاتينية وأفريقيا والشرق الأوسط وجنوب وشرق آسيا حيث ستعاني شعوب هذه البلدان في حالة خفض جميع أشكال الانفاق العام في ظل حالات الركود رغم تراجع أسعار السلع لكنهم أكثر من سيشعرون بوطأة الأزمات الاقتصادية علي كاهلهم. وحول الموقف بالنسبة لأسعار النفط وعلاقتها باقتصادات الدول المنتجة له ضمن تداعيات الأزمة قال إن الدول الغنية بالنفط ذات التعداد السكاني المنخفض مثل الكويت والإمارات العربية المتحدة لن تتأثر كثيراً، وربما قطر أيضاً نظراً لما تتمتع به من احتياطات كبيرة من الغاز الطبيعي، ولكن فيما يخص حالة وحجم النشاط الاقتصادي عموما في أنحاء الخليج فربما يتراجع بعض الشيء.