بات فريق الأهلي علي ابواب نهائي دوري ابطال افريقيا من الناحية النظرية بعد ان حقق التعادل السلبي في لقاء الذهاب امام انيبما النيجيري الذي جرت احداثه في ستاد مدينة ابا. اقترب الاهلي نظريا بالفعل ولكن عمليا لن يستطيع احد حسم ذلك الا مع انتهاء جولة الاياب يوم 19 أكتوبر الجاري باستاد الكلية الحربية باعتبار ان الفرصة متساوية بين الفريقين، الاهلي وانيمبا بل ان فرصة انيمبا تبدو افضل من الفريق الاحمر بالورقة والقلم اذا ما وضع في الاعتبار ان بطل نيجيريا امامه ثلاث فرص، هي التعادل الايجابي او الفوز او الوصول لمرحلة ضربات الجزاء بينما لا يوجد حل امام الاهلي سوي فرصة وحيدة هي الفوز فقط لذا فإن خطف انيمبا لهدف قد ينتج عنه ارباك تام للأهلي. ولم ينس احد ما حدث العام الماضي في نهائي البطولة عندما تعادل الاهلي امام النجم الساحلي في تونس بدون اهداف وخسر الاهلي في القاهرة 1/3. ومن هذا المنطلق كان اول ما نطق به جوزيه عقب المباراة للاعبيه داخل غرفة تغيير الملابس هو الا ينخدعوا بالنتيجة وينسوها تماما كأنها لم تكن ويلعبوا مباراة القاهرة لهدف واحد هو الفوز حتي لا يشربوا من نفس الكأس مرة اخري. ولم ينس جوزيه ان يشيد بلاعبيه خاصة المدافعين الذين اجادوا بالفعل امام انيمبا وأوقفوا خطورة المهاجم الشاب ستيفن وارجو الذي لم يكن موجودا في المباراة رغم مشاركته فيها من البداية وحتي النهاية. لم تأت اشادة جوزيه من فراغ بل عن قناعة تامة حيث ادي اللاعبون مباراة تكتيكية عالية للغاية ولم يخطئ اي منهم في تنفيذ واجباته المكلف بها داخل الملعب خاصة الدفاعية منها فخرج الاهلي بما يريد وهو عدم الخسارة فلم يدخل مرماه اي هدف. لذا لم نر محمد بركات وجيلبرتو في المشهد الهجومي كثيرا بل مرات قليلة جدا تكاد لا تتخطي عدد اصابع اليد الواحدة والتزما تماما بايقاف ظهيري انيمبا ومساندة لاعبي الوسط والدفاع. وقدم احمد حسن عرضا دفاعيا مميزا في الشوط الاول واستطاع مع حسام عاشور وانيس بوجلبان تحجيم وسط انيمبا تماما وافسدوا الهجمات النيجيرية من بدايتها فلم يتهدد مرمي امير عبدالحميد ولا مرة في هذا الشوط. وكعادة وائل جمعة في مثل هذه المباريات المصيرية وعندما يكلف بمراقبة مهاجم الخصم يكون كظله تماما وهو ما فعله بالضبط مع وارجو الخطير الذي لم يشعر به احد طوال احداث اللقاء. وتفوق شادي محمد علي نفسه وقام بدور الليبرو كما يجب ان يكون ولم يهرب منه الدور القيادي سوي مرتين فقط. اما ثنائي الهجوم محمد ابو تريكة وفلافيو فقد كان دورهما دفاعيا ايضا ولكن في منتصف الملعب الخاص بفريق انيمبا من خلال التواجد الدائم بهدف منع مدافعي انيمبا من التقدم خلف بقية اللاعبين وهو ما نجحا في تنفيذه بالفعل من خلال المناوشات التي كانا يقومان بها من آن لآخر وكانت سببا في بث الرعب بين مدافعي انيمبا. وعن الاداء الجماعي لفريق الاهلي فقد جاء مطمئنا للغاية ومنظما ووضح ان خبرة النجوم الكبار اصبح لها دور كبير في ذلك، وهو ما يبث الطمأنينة نحو فرصة الاهلي الكبيرة في تحقيق التأهل لنهائي البطولة للمرة الرابعة علي التوالي. في المقابل لم يكن فريق انيمبا ضعيفا كما تصور البعض ولكن مديره الفني البلجيكي كوديمان وقف مكتوف الايدي امام خطة مانويل جوزيه التي قامت علي التأمين الدفاعي بالدرجة الاولي ولم تفلح محاولاته لضربها خاصة مع تماسك لاعبي الاهلي وتقارب المسافات بينهم داخل الملعب وكانت الكرة تتناقل من قدم الي قدم دون ان يكون هناك اخطاء في التمرير. والمؤكد ان انيمبا سيظهر بمستوي افضل كثيرا في لقاء القاهرة عندما تتغير خطة الاهلي المنتظر ان تكون هجومية وتظهر مساحات للاعبي انيمبا في الملعب، لذا فإن الحذر الدفاعي مطلوب استمراره في مباراة الاياب.