تقلبات جديدة يشهدها سوق الصرف العالمي فبينما واصل اليورو تراجعه امام الدولار الامريكي حتي وصل الي ادني مستوي له منذ عام الاسبوع الماضي، واصل الدولار انتعاشه في الاسواق المصرية امام الجنيه وفي خضم هذه الاحداث واختلاف الاراء حول اعتبار مايحدث ظاهرة مؤقتة او امتداد تأثيرها لفترة اطول يطرح التراجع ، جملة تساؤلات حول هوية المستفيدين والمتضررين من هذه التطورات، وكيف ستتحرك آليات السوق في المرحلة المقبلة حيث توقع المصرفيون أن تتأثر قيم رصيد الدين الخارجي وأسعار المستوردات من دول الاتحاد الأوروبي، بسبب تراجع أسعار اليورو والإسترليني الأمر الذي سيترك أثاراً ايجابية علي أداء الكثير من القطاعات الاقتصادية ذات الرصيد الاكبر في التعاملات مع الاتحاد الاوروبي . من جانبه يؤكد هشام حسن رئيس بنك تنمية الصادرات ان الآثار المتوقعة لاستمرار تراجع اليورو امام الدولار والعملات الاخري هي تقليل تكاليف الاستيراد وانخفاض التضخم نظرا لان هناك حجم كبير من السلع والخدمات يتم استيرادها باليورو وبالتالي فان تراجع اليورو يقلل الفاتورة الاستيرادية لمستوردي المنطقة الاوروبية ويعمل علي تقليل الاسعار في الاسواق وبالتالي خفض التضخم . اما علاء سماحة العضو المنتدب لبنك بلوم مصر فقد اشار الي ان العملة المصرية باتت اكثر قوة واكثر استقرار من ذي قبل وهذا يتضح جليا في تعاطي العمله المصرية امام تراجع الدولار خلال الشهور السابقة واوضح ان التداعيات لن تؤثر بشكل كبير علي الصادرات المصرية بل ان التأثير الايجابي سيكون افضل علي الجانب الاستيرادي ومن ثم تقليل الاسعار في الاسواق الداخلية ولاسيما في كثير من القطاعات . ويؤكد هاني ابو الفتوح نائب رئيس بنك المؤسسة العربية المصرفية لشئون الحوكمة ان العلاقة عكسية بين تراجع العملات وبين الواردات والعكس صحيح مع الصادرات وبالتالي فان التاثيرأت المتوقعة لتراجع اليورو وارتفاع الدولار هي ايجابية علي وارداتنا من منطقة اليورو وسلبية علي وارداتنا من منطقة الدولار والعكس صحيح مشيرا الي ان مايحدث لايمكن وصفه بالازمة بل هي اوضاع عادية تخضع للدورات الاقتصادية وليست هناك مخاوف من وجود ازمة . واستبعد ابو الفتوح حدوث تأثيرات علي الاحتياطي النقدي المصري باليورو مشيرا الي ان البنك المركزي استخدم سلة من العملات وهو الامر الذي جعل الاقتصاد المصري في الاونة الاخيرة اكثر قدرة علي امتصاص وتقبل الصدمات . اشار ابو الفتوح الي انه لايوجد تهديدات في الوقت الحالي من احتمالية حدوث ازمة في اسواق الصرف العالمية واصفا مايحدث بأنه تقلبات عادية. التأثيرعلي المستهلك وفي ذات السياق تؤكد نفيين كشميري رئيس قطاع تمويل الشركات ببنك بيريوس مصر ان ارتفاع او انخفاض العملات الاجنبية امر يتحمل تأثيراته عادة المستهلك وليس المستورد فاي زيادة في التكاليف يقوم المستورد بتحميلها للمستهلك سواء أكان الامر يتعلق باليورو او الدولار مشيرة الي ان ماحدث مؤخرا لايمكن ان يوصف بالازمة بل هي حالة عارضة قد يكون تأثيرها قاصرا علي الاجل القصير . وتوقعت كشميري انحسار تراجع اليورو قريبا كذلك توقف صعود الدولار امام الجنيه بالصورة الحالية مشيرة في ذات الوقت الي ان تراجع الدولار سيؤدي الي زيادة الاعتمادات المستندية المفتوحة باليورو . اما سها سليمان رئيس قطاع تمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ببنك عودة فقد اشارت الي ان التأثيرات المتوقعة طفيفة وان حدثت فستصب اجمالا في صالح الواردات المصرية مشيرة الي ان الذي يتحمل تبعات اي تأثيرات في النهاية هو المستهلك . واوضحت سليمان ان انفتاح مصر علي عدد من اسواق العالم قلل من تأثيرات اي اضطرابات تلم باسواق الصرف فمصر اصبحت دولة منفتحة وليست معتمدة علي سوق او عملة واحدة.