أربعون يوما مرت منذ رحل عنا صاحب "باختصار" التي كانت تلخص ملمحا فريدا في شخصية الاستاذ علي عمر الانسان، والكاتب ذي القلم المتميز، والصحفي الاقتصادي الذي قاد اكثر من تجربة رائعة داخل مصر وخارجها، وكان اسهامه في "العالم اليوم" خير شاهد. في ذكري الاربعين ننشر اخر ما كتبه الاستاذ علي، وعثرت عليه اسرته بين اوراقه بعد الرحيل، وكان حرص الاسرة وحرصنا ألا نحرم قارئ "باختصار" مما خطه قلم الراحل الكبير، ولم يتوقف عن العطاء حتي اللحظة المحتومة. اتحاد لمناهضة الاحتكار أفضل من الصمت الاحتكار هو صورة مجسمة للاستبداد وبالتالي اكره بل امقت الاستبعاد؛ لان الله خلق عباده احرارا. الاحتكار اذن استعمار من نوع جديد، فإذا كانت الدول الاستعمارية قد احكمت قبضتها علي الشعوب بجيوشها فإن الاحتكار يتحكم في حياة هذه الشعوب واقتصادها اليوم بعد ان تحررت سياسيا، لكنها في شباك الاحتكار الذي يريد استغلالها عن طريق شفط امواله. وفي العصر الحديث اصبح للاحتكار صور كثيرة سواء في المنتجات الصناعية او الزراعية او ايضا الفضائية. والمحتكرون يفرضون الاسعار علي المستهلكين.. و"اللي ما يعجبوش يشرب من البحر" او ان يخضع ويقول علينا السمع والطاعة والدمع لاصحاب السعادة المستغلين المحتكرين طواعية. واذا كانت جمعيات حماية المستهلك قد انتشرت في العديد من دول العالم.. فإنني ادعو إلي انشاء جمعيات لكسر شوكة اسف سيوف المحتكرين المصلتة علي الرقاب بقوة ونفوذ المال صاحب السلطان والآمر الناهي في عالم اليوم. وقد يشعر المحتكر بالنشوة واللذة التي لا حدود لها لانه صاحب سطوة مكنته من فرض نفوذه علي الاسواق.. بل ان بعض المنتجين لصناعة ما يشكلون "لوبيا" فيما بينهم من اجل توحيد كلمتهم وارائهم بالنسبة للاسعار، لكي لا يخرق اي منتج ما يتم الاتفاق عليه من اجل بقاء الاحتكار قويا، لكن اذا احتكر شخص ما بقوة ماله هذه الصناعة وحده فإنه لا يحتاج الي تشكيل هذا اللوبي. وللاسف، بعض المحتكرين يتمكنون بسطوة وقوة المال تحقيق مآربهم وبصفتي مناديا بتشكيل اتحاد مناهضي الاحتكار ارجو ان احصل علي اعضاء مؤسسين لهذا الاتحاد لكي يبدأ عمله فورا. صرخة مدوية من أصحاب المعاشات رحم الله امير المؤمنين علي بن أبي طالب الذي اعلن نقمته وغضبه علي الفقر.. ولا احد ينسي مقولته المأثورة: "لو كان الفقر رجلا لقتلته".. هذا القول حرب علي الفقر الذي يداهم قطاعا عريضا من عباد الله.. ولولا احتفاظ الغالبية بالكرامة لتحولوا الي متسولين بسبب الحاجة وعدم القدرة علي مواجهة تكاليف الحياة. فلقد تلقيت العديد من الاتصالات الهاتفية من بعض اصحاب المعاشات الذين يصرخون من ارتفاع الاسعار في كل شيء خاصة الضروريات التي تسد رمق البطون.. والدواء الذي لا يتمكن البعض من توفير الاموال لشرائه علي مدار الشهر لارتفاع اسعاره مما يضرهم فيتم اسقاط تناوله في بعض الايام. وعلي الرغم من احتياج اصحاب المعاشات الي زيادتها بنسبة اكبر من الموظفين فإن ان ما حدث علي حد قول بعضهم هو ان الحكومة الالكترونية هداها تفكيرها عن طريق ما تمتلكه من الرءوس الذرية المبرمجة علي "السي دي هات" ان تخفض العجز في الميزانية عن طريق تخفيض نسبة الزيادة في المعاشات وبالطبع تريد الحصول علي تخفيض اكبر بانتقالهم الي الرفيق الاعلي مع ان هؤلاء حملوا في يوم من الايام المسئولية في هذا البلد. وبدلا من تكريم اصحاب المعاشات حتي مساواتهم بالموظفين تقرر عقابهم بتخفيض نسبة العلاوة الي 20% مع ان الحكومة مدينة لصناديق المعاشات ببضع مئات من المليارات.