نشرت معظم الصحف اليومية في الأسبوع الماضي موضوعا كان بعنوان "رئيس مجلس الوزراء يبحث الرؤية المستقبلية لمصر خلال العقود الثلاثة المقبلة"!! والحقيقة أنني لم أفهم ما جاء بالعنوان ولذلك اضطررت آسفا أن اقرأ التفاصيل المنشورة التي كانت تبدو وكأنها مقال ساخر مكانه في إحدي المجلات الفكاهية!! والواقع أنني استمتعت بالفعل بعد قراءة الموضوع.. وأريد أن أؤكد علي أن الحكومة تبذل جهدا كبيرا لإسعاد الشعب المحب للنكتة ومستمع جيد لها.. ولهذا السبب تعمل علي تأليف النكت في شكل تصريحات كوميدية! ماذا يقول الخبر؟! "الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء عقد اجتماعا حضره الدكتور يوسف بطرس غالي وزير المالية والدكتور سامي سعد زغلول أمين عام مجلس الوزراء والدكتور ماجد عثمان رئيس مركز معلومات مجلس الوزراء بهدف متابعة مجموعات العمل التي ناقشت الجوانب المختلفة للرؤية المستقبلية لمصر خلال العقود الثلاثة المقبلة"!!؟!! وكان ذلك الاجتماع قبل الحريق الذي دمر مجلس الشوري بيوم واحد..! وبعد الاجتماع صرح الدكتور مجدي راضي المتحدث باسم مجلس الوزراء بأن الدكتور أحمد نظيف قد أكد علي أهمية أن تتضمن الرؤية المستقبلية لمصر نقل مصر من إطار الدول النامية إلي إطار الدولة المتقدمة!! وكأن عملية النقل مباراة في الشطرنج وان الاجتماع بحث بعض المجالات التي يمكن التركيز عليها بشكل محدد، مثل مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة ومجال الخدمات ومجالات الصناعة والسياحة والثقافة.. وكل هذه المجالات تم بحثها في غياب الوزراء المختصين!! وأضاف الدكتور مجدي راضي ان الدكتور أحمد نظيف أكد علي ضرورة تنمية العنصر البشري الذي يعد أهم العناصر الأساسية التي يمكن أن تسهم في نجاح مصر لتحقيق هذه الرؤية بالشكل المطلوب، مشيرا إلي ضرورة تبني مجال التعليم في مصر للاتجاهات العالمية الجديدة السائدة مثل تبني المعرفة والتنافسية والتحرر من الهياكل التعليمية في مجال التعليم وإعادة هيمنة النظم التعليمية بما يستجيب للتغيرات السريعة التي يشهدها سوق العمل والمزيد من المكون التكنولوجي في مجال التعليم.. مرة أخري تم بحث هذه الموضوعات في غياب وزراء التعليم سواء العالي.. أو المتوسط.. أو .......!! الذين لهم علاقة بالعملية التعليمية!! في رأيي أن الشخص الوحيد الذي لعب دوره بشكل رائع في هذا الاجتماع كان الدكتور مجدي راضي الذي أدلي بتلك التصريحات ولذلك أرشحه للعمل مع رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية الحالي.. والقادم علي أن يكون مكانه في الغرفة المجاورة للرئيس الأمريكي.. لأن أمريكا كلها -لحد علمي- ليس بها شخصية متمكنة مثله وبالذات في تصريحاته الملخبطة وغير المفهومة!! وفي بداية الأمر عندما نظرت للصورة المنشورة مع الخبر توقعت أن يكون الاجتماع خاصا بدراسة ميزانية مجلس الوزراء للعام القادم وليس لبحث الرؤية المستقبلية لمصر خلال العقود الثلاثة المقبلة!! والسؤال الملح الذي أطرحه علي دولة رئيس مجلس الوزراء هو: ألم يقرأ التقرير الحكومي -قبل الاجتماع- والمقدم من لجنة الشفافية والنزاهة التابعة لوزارة التنمية الإدارية التابعة لمجلس الوزراء التابع لدولة الدكتور أحمد نظيف الذي منح مصر تقدير "ضعيف جدا" في الشفافية والنزاهة.. وانتقد التقرير بصفة أساسية "قصور إعداد الموازنة العامة"! وللعام الثاني علي التوالي يؤكد التقرير أن الموازنة المصرية لا تساعد علي إجراء تقديرات سليمة للايرادات والمصروفات ولا تشتمل علي معايير لقياس كفاءة وفاعلية الإنفاق العام.. وقد أوضح ذات التقرير الذي نشر، للمرة الأولي، علي موقع الوزارة علي الإنترنت أن إعداد الموازنة به قصور يحول دون تفعيل الرقابة الشعبية والبرلمانية وإن كان التقرير لم يرصد مظاهر الفساد كما كان متوقعا، ولكنه اكتفي بإدراج ما جاء في تقرير "مؤشر النزاهة الدولية.." المعني بجهود مكافحة الفساد عالميا.. وذكر التقرير الحكومي المصري التابع للحكومة المصرية التي يرأسها دولة الدكتور أحمد نظيف أن مصر حصلت علي تقدير عام "ضعيف جدا.."! في ست فئات أساسية، حيث نالت هذا التقرير في 15 بندا مقابل "قوي جدا" في مجال المشتريات، "وقوي" في مسألة سيادة القانون، "ومعتدل" في قانون مكافحة الفساد والضرائب والجمارك والخصخصة.. كما أورد التقرير ما جاء في لائحة منظمة "بيت الحرية" الأمريكية غير الحكومية التي قالت إن مصر حصلت علي 62 درجة من مائة فيما يخص حرية الصحافة، أما منظمة مراسلون بلا حدود وطبقا لما جاء في تقرير لجنة الشفافية والنزاهة المصرية، فقد وضعت مصر في المرتبة ال 146 بين 169 دولة..! ذكر التقرير الحكومي المصري أن الفساد ينتشر بصورة كبيرة عندما تتاح للمسئولين الحكوميين سلطات واسعة دون مراقبة أو محاسبة.. واعتبر أن الدولة لم تضع آليات لتفعيل الاتفاقات الدولية التي وقعت عليها فيما يخص مكافحة الفساد والجريمة المنظمة.!! ومع ذلك ما جاء في التقرير الحكومي المصري، لم يلتفت إليه أحد!! ثم نقرأ عن اجتماع برئاسة رئيس الوزراء لبحث الرؤية المستقبلية لمصر خلال العقود الثلاثة المقبلة.. وعندما تنشر عن المنظمات الدولية أية انتقادات يكون الرد أن مصر لا تقبل أي تدخل أجنبي..! طيب.. هذا تقرير حكومي نشرته لجنة النزاهة والشفافية التابعة للحكومة المصرية.. هل سترفض الحكومة بحجة أنها لا تقبل أي تدخل مصري في شئونها الداخلية..!! الحكاية برمتها تذكرني بحكاية جحا الذي عرض علي الوالي أن يعطي لحماره دروسا في اللغة الإنجليزية.. وأبدي الوالي سعادته بهذا العرض وأجزل العطاء لجحا.. وبعد أن خرج جحا من عند الوالي قال له الناس إن مصيرك يا جحا سوف يكون نفس مصير الذين سبقوك.. فقد اعترضوا علي تعليم الحمار اللغة العربية وليس اللغة الإنجليزية التي لا يجيدها جحا نفسه ولذلك أمر الوالي بقتلهم جميعا فكيف لك يا جحا أن تجعل الحمار يتحدث باللغة الإنجليزية ورد جحا عليهم: إنكم لا تفهمون شيئا..! فقالوا له: كيف؟! قال جحا: أولا لقد وعدت الوالي بإن يتحدث الحمار باللغة الإنجليزية بطلاقة بعد عشر سنوات من الآن..!! فقالوا له: وهل الحمار يستطيع أن يتحدث بعد مرور هذا الوقت؟! قال لهم: المسألة ببساطة أنه في خلال هذا الوقت إما أن يموت الوالي.. أو يموت الحمار أو أن أموت أنا.. وأرجوكم أن تتركوني استمتع بمكافأة الوالي يا حاقدين..!!