شهدت صالات البنوك نشاطا كبيرا واقبالا علي عمليات السحب وذلك في ضوء التزامات كبيرة فرضت نفسها علي الأسرالمصرية بداية من اقتراب حلول الشهر الفضيل والتزامات العام الدراسي التي بدأت مبكرا هذا العام لتزامن المواسم وارتفاع الاسعار الحاد الذي تشهده الاسواق ومخاوف من مزيد من الارتفاعات في الاسعار خلال شهر رمضان بصورة دفعت الاسر إلي الاقدام علي عمليات سحب أموال من ارصدتها وأوعيتها الادخارية وذلك للوفاء بالمتطلبات التي فرضتها عليهم الالتزامات والمستجدات والتكهنات المشتعلة بأسعار ساخنة خلال الشهر الفضيل. "الاسبوعي" قام بجولة في عدد من البنوك ورصد حركة نشاط ملحوظة بدأت بحي المنيل وذلك في البنوك المنتشرة علي طول الحي العتيق حيث شهدت صالات البنوك المكتظة بالمواطنين اقبالاعلي عمليات السحب التقينا بصلاح تميمي موظف بالمصرية للاتصالات والذي بدأ حديثه قائلا: "مسكين"راتب شهر أغسطس انتهي قبل بداية الشهر وذلك بسبب المصايف التي أدت إلي تآكل مرتباتنا بسبب الغلاء الشديد تم تبعه استعدادات شهررمضان المعظم واحتياجات العام الدراسي التي نسارع باقتنائها من الآن مشيرا إلي أنه جاء اليوم ليسحب من عوائد شهاداته لمواجهة هذه الالتزامات. تآكل المدخرات وتلتقط أطراف الحديث مؤمنة إبراهيم موظفة في وزارة الزراعة والتي قالت إنها جاءت لفك شهادات استثمار كانت قد أودعتها وجاءت للحصول علي بعض السيولة وذلك لأنها تريد تيسير أمورها فيما تبقي من موسم الصيف الذي أدي تزامنه مع شهررمضان إلي تأكل الدخل وكثرة المتطلبات وزيادة الانفاق خلال هذه الفترة. أما البنوك في حي الهرم فلم تكن بأفضل حال بل امتلأت بالمواطنين في حركة نشاط غير مسبوقة ذلك لنفس الاسباب ففي بنك اسكندرية شهدت صالات البنوك ازدحاما كبيرا مع اقبال المواطنين لسحب أموال من أرصدتهم وذلك لمواجهة متطلباتهم فمن جانبها قالت خديجة أحمد موظفة بإحدي شركات القطاع العام أنها جاءت لسحب بعض أموال من مدخرات زوجها وذلك بغية شراء مستلزمات شهر رمضان واحتياجات أبنائها للعام الدراسي في ضوء موجة غلاء فاحشة غير مسبوقة تتعرض لها الأسر المصرية منذ شهور وقالت إننا لا ننفق ترفا وإنما علي الاساسيات التي تحتاجها العائلة. وقال محمد أباظة صاحب سوبر ماركت التقينا به في صالة بنك الاسكان والتعمير إن سحب أموال هو عادة يقوم بها قبل حلول هذه المناسبات ولكن الزيادة في هذا العام جاءت بسبب ارتفاع معدلات التضخم إلي معدلات غير مسبوقة فالغلاء بات موجة عالمية وقد استسلمنا للواقع ووقعنا عقودا بزيادات كبيرة، نظرا لحاجة السوق المحلية وعندمانتفاوض مع المصدرين يقولون انظروا إلي أسعار النفط وتأثيراته علينا، مشيرا إلي أن "تكلفة الشحن تضاعفت خلال الشهور الماضية". وأضاف أن الشركات الأجنبية تقول إن الاسعار في تصاعد مستمر وغير مسبوق، وعليهم زيادة الأسعار لتحقيق الأرباح. ويقول محمد سالم موظف إن "ما يحدث الآن يعتبر كارثة حيث لا يمكن في ظل هذه الأسعار الوفاء بمتطلبات العيش، وخاصة الارتفاع في المواد الغذائية الاساسية التي لايمكن للمواطن المصري الاستغناء عنها". وأضاف أن ارتفاع الاسعار لم يقتصر علي المواد الغذائية فقط بل إنه تجاوز ذلك إلي ارتفاع زيوت السيارات التي أصبحت بأسعار خيالية، منتقدا غياب الجهات الرقابية. وقال "نحن مقبلون علي شهر رمضان الكريم، وفي هذا الشهر تزداد حاجات الناس من المواد الغذائية ولكن إذا استمر هذا الارتفاع فلن يصبح بمقدور الجميع توفير أغراض الشهر مدخراتي نفدت في البنك خلال ثلاثة شهور ولم يبق لدي ما أنفقه أصلا. لا أخضر.. ولا يابس! وفي المهندسين تتشابه الأوضاع ففي البنك العقاري العربي رصد "الاسبوعي" حركة كبيرة من العملاء داخل أروقة البنك بسبب الاقبال علي سحب أموال سواء من الأرصدة أو من الماكينات الالكترونية وذلك لمواجهة متطلبات الفترة القادمة. سهير محمود أمين مهندسة كمبيوتر تقول جئت لسحب بعض مدخراتي من دفتر التوفير وذلك لأننا في حاجة إلي أموال منذ بداية موسم الصيف الذي أتي علي الأخضر واليابس ولم يترك لنا شيئا بداية من "نيران" المصايف ثم حلول رمضان وتزامن ذلك مع الدراسة فسنستغني هذا العام عن فانوس رمضان والكثير من مكونات الشنطة الرمضانية بسبب "جنوح" الأسعار. أما آمال السيد فرجاني معيدة باحدي الجامعات الخاصة فقالت نحن في حيرة ماذا سنشتري وماذا سنفعل لو سحبنا كل ما في حوزتنا في البنك لن يكفي إذا أردنا الوفاء بمتطلبات المواسم المتداخلة هل سنشتري مستلزمات رمضان أم ندفع مصروفات الدراسة ولكننا سنقوم بالمفاضلة بين هذه المتطلبات فمثلا تري آمال انها مضطرة إلي شراء مستلزمات المدارس بالكامل مهما ارتفع سعرها، مضيفة أنها ملتزمة بأن تتحمل هذه الأعباء المالية وسط هذا الزخم والغليان في ارتفاع الأسعار في كل شيء لأن هذه هي متغيرات السوق، ومتطلباته، وليس هذا علي المستوي المحل