يعتبر الصيف في فرنسا فترة هدوء مؤقت بين موجتين معتادتين من الاضرابات احداهما في الربيع والثانية في الخريف ومع ذلك فوزراء حكومة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ذهبوا إلي اجازاتهم الصيفية وسط حالة استرخاء غير مسبوقة ولا يرجع السبب فقط الي ان الحكومة كسبت الاستفتاء علي الاصلاحات الدستورية منذ أيام ولكنه يرجع أيضا إلي ان موجة الاضرابات العمالية التي تقودها النقابات ضد اصلاحات ساركوزي قد فقدت زخمها. وعلي السطح يبدو كما تقول مجلة "الايكونوميست" ان هناك الكثير مما يمكن ان يثير النقابات ولكن الرئيس ساركوزي بدأ منذ ابريل الماضي يعبئ شراعه برياح جديدة فقد قامت وزيرة ماليته كريستين لاجارديه بتمرير قانون "تحديث الاقتصاد" الذي خفض القيود البيروقراطية علي المنظمين وحرك المنافسة بين شركات تجارة التجزئة لصالح المستهلكين أما سن التقاعد فقد تم رفعها سنة واحدة وأبيح للشركات ان تتفاوض مباشرة مع ممثلي العمال بشأن أوقات العمل وذلك من أجل الالتفاف علي قاعدة تحديد أسبوع العمل بخمسة وثلاثين ساعة فقط وتغيرت قواعد المزايا التي تمنح للمتعطلين عن العمل من أجل معاقبة أولئك الذين يرفضون مرتين ما يعرض عليهم من فرص عمل جديدة وجري نقل خدمات الشحن والتفريغ في الموانئ الي القطاع الخاص والموانئ وهي معقل من المعاقل المهمة لنقابات العمال.