قبل ايام من انعقاد قمة الاتحاد الافريقي "النيباد" في مصر وفي وقت يصارع العالم فيه ازمة الغذاء، يدرس صناع سياسة بارزون في افريقيا السياسات المناسبة لتحقيق ثورة خضراء ترفع بشكل سريع الانتاجية الزراعية لصغار الفلاحين في افريقيا. حيث اجتماع ما يزيد علي 90 من صناع السياسة وقادة القطاع الخاص والاكاديميين ومنظمات المجتمع المدني ومنظمات الفلاحين في وقت سابق من الاسبوع الجاري في نيروبي لتحديد أولوية السياسات والمؤسسات المطلوبة لتحقيق ثورة افريقية خضراء فريدة. شارك ممثلون من 15 دولة افريقية وآخرون من اوروبا والولايات المتحدة ودول آسيا في اجتماع استمر يومين عقده التحالف من اجل ثورة خضراء في افريقيا وهي منظمة قائمة علي الشراكة هدفها تحسين حياة ومعيشة صغار الفلاحين في افريقيا. قال الدكتور نامانجا نجونجي رئيس التحالف من اجل ثورة خضراء في افريقيا ان هدفنا هو إنهاء ازمة الغذاء المستمرة في افريقيا وفعل هذا من خلال تحريك الارادة السياسية ومساعدة الدول في سياسات التنمية التي ستمكن صغار الفلاحين في افريقيا من زراعة المزيد من محاصيل الغذاء وانهاء الجوع بشكل اساسي. كما ذكر الرئيس ان الرؤية والعاطفة والاتجاهات الاستراتيجية التي تقاسمها المشاركون هناك ستسهم في توجيه تنمية هذه السياسات الاساسية. دعا صناع السياسة الحكومات الافريقية الي الاستثمار في البنية التحتية الريفية التي تدفع الانتاج الزراعي لصغار الفلاحين بالقارة قدما. كما طالب كبار صناع السياسة بالقارة باتخاذ سياسات مناسبة اذا كانت افريقيا تود تحقيق الثورة الخضراء واستخدام سياسات ملائمة كذلك لاستئصال الفقر. ان القارة لابد ان تعالج سياسات الزراعة التي ثمة حاجة إليها لانهاء الجوع وتحقيق امن الغذاء في افقر قارات العالم التي ابتليت بالامراض والفقر. تناول الاجتماع اربعة محاور مهمة هي: أسواق البذور والاسمدة وادارة المال والمخاطر، وأسواق المنتجات، والاحتياطي الاستراتيجي من الحبوب والتجارة الاقليمية، وامتلاك الاراضي فضلا عن قضايا اجتماعية اخري. كذلك ناقش الاجتماع كيفية بناء قدرة محللي السياسة الافريقيين والمؤسسات الافريقية الذين سيدعمون سياسة تنمية قائمة علي الشواهد، وطالب بتأسيس مراكز سياسية متميزة تطور قدرة متزايدة في مجال جمع البيانات والاحصائيات والتحليلات في تعاون وثيق مع الحكومات الافريقية. قال الدكتور آكن اديسينا نائب رئيس السياسة والشراكات في التحالف من اجل ثورة خضراء في افريقيا ان مثل هذه المراكز كما شرح الاجتماع سوف توفر لدول افريقيا اطارات سياسية صحيحة وستبني الثقة في الصيغة السياسية، ان محور الجدل بشأن السياسات الزراعية في افريقيا بحاجة إلي تغيير من واشنطن إلي افريقيا ولابد ان تقود دول افريقيا وصناع القرار السياسي والملاك بالقارة هذا الدرب. واضاف قائلا بواسطة بناء قدرة تنمية سياسة افريقية والعمل مع الشراكة الجديدة من اجل تنمية افريقيا فنحن نضع الاساس لسياسات قوية قائمة علي الشواهد تنقل بسرعة حوافز صغار الفلاحين الذين غالبيتهم من النساء العاملات في مسافة اقل من هكتار من الاراضي. ومشددا علي الحاجة إلي اجندة عمل سياسية لافريقيا، قال وزير الزراعة الكيني ويليام روتو الذي يرأس ايضا المجلس الافريقي لوزراء الزراعة ان عملية الغذاء العالمية الحالية يجب ان تقدم نداء يقظة لصناع القرار السياسي من أجل تدبير استراتيجيات جديدة تدفع بأمن الغذاء. وقال روتو ان ازمة الغذاء العالمية الحالية بعثت بنداء يقظة إلي صناع القرار السياسي من اجل اعادة توجيه عملياتهم الخاصة بالتخطيط من اجل توفير حلول مستدامة وقابلة للبقاء لثورة خضراء تزيد الانتاجية الزراعية بشكل كبير وتزيل الفقر عن غالبية سكاننا. استبعد الاجتماع ممارسة سياسة الأخذ بأسلوب واحد في تحديد الحجم ليلائم الجميع في افريقيا موضحا ان كل بلد له نظامه الزراعي المنفرد والمختلف. قال الدكتور هاريس مول رئيس جامعة كينياتا بكينيا والذي شارك رئاسة الاجتماع ان بناء القدرة علي تنمية سياسات ملائمة لثورة خضراء لابد ان يكون أمرا شاملا مع الوضع في الاعتبار مجمل سلسلة القيمة وباتخاذ رؤية طويلة الامد. حدد الاجتماع كذلك قضايا الحصول علي الائتمان من اجل مدخلات عالية الجودة وتحسين نظم ملكية الاراضي لاسيما للنساء كأمر اساسي في صياغة السياسة الجديدة. كذلك ذكر الاجتماع ان هناك حاجة لسياسات تخفيف المخاطر مثل التأمين علي المحاصيل المدرجة علي قائمة المحاصيل التي تتأثر بالطقس في ظل الاثار السلبية المتوقعة لتغير المناخ علي مجال الزراعة في افريقيا. ومن بين السياسات التي أوصي الاجتماع بتبنيها من اجل تحقيق ناجح لثورة خضراء حقيقية لافريقيا، كانت تلك التي تستهدف تحديدا صغار الفلاحين وتدعم تنمية السوق علي نفس القاعدة الريفية.