بعد الإعلان عن فشل صفقة بيع القاهرة

البورصة المصرية تبحث عن طوق نجاة!

عقب إعلان الحكومة أمس عن فشل صفقة بيع بنك القاهرة لصالح مستثمر استراتيجي وذلك لعدم الوصول إلي السعر المستهدف الذي حددته لجنة التقييم المسئولة عن ملف البيع كانت هناك ردود أفعال متفاوتة من جانب خبراء السوق.
وكشف عدد كبير من قيادات السوق ان فشل صفقة بيع حصة حاكمة في بنك القاهرة بحد أقصي 67% سوف يكون لها تداعيات وخيمة علي أداء البورصة خاصة جذب استثمارات جديدة إلي السوق بصفة عامة.
ومن المعروف ان البنوك الخمسة التي كانت تتنافس علي شراء بنك القاهرة ثاني بنك قطاع عام يتم طرحه للبيع كانت تضم كلا من مجموعة سامبا السعودية وشارترد البريطاني والمشرق الاماراتي والاهلي اليوناني بالاضافة إلي تحالف يضم العرب الوطني السعودي والعربي الاردني وكان البنك الاهلي اليوناني قد وصل بعرضه المالي إلي 2.025 مليار دولار وذلك بعد ان تم رفض العروض المقدمة من 4 بنوك في وقت سابق في اثناء جلسة المزايدة التي تم تنفيذها امس الاربعاء.
وفي الجانب المقابل قلل فريق آخر من التأثيرات السلبية لالغاء صفقة بيع القاهرة مؤكدين ان هذا الاجراء بالعكس سيكون له مردود ايجابي علي السوق حيث ان العرض المقدم من جانب الأهلي اليوناني بلغ 2.025 مليار دولار بما يعادل 11.03 مليار جنيه وهو ما يرفع من تقييمات البنوك.
بداية قلل طارق حلمي نائب رئيس مجلس الادارة والعضو المنتدب للمصرف المتحد من تأثير فشل صفقة بيع بنك القاهرة علي السوق خلال الفترة القادمة قائلا ان تأثيرها محدود سواء علي البورصة أو علي الاستثمارات نظرا لعدم الوصول إلي السعر الذي حددته الحكومة ولجنة التقييم.
واضاف ان هذا يحدث في دول العالم كله عند تقدم مؤسسة للاستحواذ علي مؤسسة اخري ولم تقدم السعر المحدد عادة ما يتم الغاء او تاجيل الصفقة.
اشار حلمي إلي أنه من الممكن عند عرض بنك القاهرة في وقت لاحق وفي ظروف أخري افضل ان يتم الحصول علي اسعار أعلي من المحددة نظرا لأن المؤسسات المالية العالمية تتعرض لمشاكل وتعثر وخاصة في امريكا ولا يوجد أموال ضخمة في هذه المؤسسات الي جانب ارتفاع الاسعار ومشاكل التضخم التي تمر بها هذه الدول.
ويري انه من القرارات الصائبة عدم بيع بنك القاهرة إلا بالسعر المحدود خاصة ان بنك القاهرة يعد من البنوك النظيفة التي لا يوجد بها قروض متعثرة وتم تنظيف محفظة البنك من القروض الرديئة الي جانب ان البنك يعد من اكبر البنوك ولديها شبكة فروع ضخمة ومنتشرة في جميع انحاء الجمهورية بعكس بنك الاسكندرية.
ويتفق مع الرأي السابق مصطفي بدرة - خبير اسواق المال - قائلا ان فشل صفقة بيع بنك القاهرة لن يكون له تأثير ايجابي او سلبي علي البورصة بشكل عام.
اضاف بدرة ان رفض العرض المقدم لشراء بنك القاهرة سيكون له تأثير ايجابي علي قطاع البنوك وقيمتها وخاصة ان العرض المفروض تزيد قيمته علي 10 مليارات جنيه وهو الامر الذي يدل علي ارتفاع تقييمات البنوك وتحديثها من وقت لآخر.
وفي الجانب المقابل يري محمد عسران العضو المنتدب لشركة بريميير ان فشل صفقة بنك القاهرة سيكون لها تأثير سلبي مباشر علي قطاع البنوك وعلي السوق بصورة عامة لانه عادة ما يتم قياس نشاط السوق من خلال تلك الصفقات.
ويستطرد قائلا: ان قطاع البنوك في الفترة القادمة مرشح للهبوط ويضيف ان هذا قد يكون مؤشرا علي تراجع جذب الاستثمارات الاجنبية للسوق والتي بدأت تضعف وهذا يعكس مدي رغبة المستثمرين الاجانب في السوق المصري لذلك لم يتم الوصول للسعر المطلوب.
يري عصام مصطفي رئيس قسم التحليل الفني بشركة نماء لتداول الأوراق المالية ان تأثير فشل بيع بنك القاهرة سيكون له تأثير سلبي علي جميع القطاعات في البورصة بشكل عام وليس علي قطاع البنوك فقط وخاصة ان توقيت هذا الفشل يأتي في" ظل التراجع الواضح في اداء البورصة حاليا.
وقال مصطفي ان فشل بيع بنك القاهرة هو فشل سياسي في المقام الأول قبل ان يكون فشلا اقتصاديا وخاصة بعد التضخيم السياسي والاعلامي لهذه الصفقة.
ومن جانبه أوضح محمد فتح الله - مدير التسويق بشركة اوبتيما لتداول الاوراق المالية ان تأثيرات الصفقة ستنعكس علي أداء قطاع البنوك وعلي أداء السوق ككل، كما وضع الحكومة في موقف سيئ لانه كان هناك دعوة من القوي السياسية تنادي بطرح البنك للاكتتاب العام للافراد.