فشلنا طوال السنوات الماضية في تقليل عدد المصريين.. لأن القائمين علي هذه التجربة اهتموا بالمظهر دون الالتفات إلي أعماق المشكلة.. انشأنا مجالس عليا للسكان وهيئات ومنظمات اتبعناها خلال السنوات الماضية لأكثر من جهة.. وكلما اكتشفنا عدم نجاحها نقلنا التبعية لاَخرين. وللأسف الشديد المؤتمر القومي الاول للسكان عقد في عام 1984 أي منذ 23 عاما وثبت لنا أن الخطط التي وضعت باءت معظمها بالفشل وكان يجب أن يتم التقييم كل عشر سنوات لمعرفة أين الأخطاء حتي يتم اصلاحها لأنه لا يعقل أن نضع خططا تنجم عنها زيادات سكانية بمعدلات عالية أوصلتنا اليوم طبقا لأرقام جهاز الاحصاء إلي أكثر من 75 مليون نسمة بينما جهات أخري تقدر عدد المصريين بأكثر من 82 مليونا يعيشون علي مساحة 4% من الاراضي بينما 96% غير مستغلة. الوضع إذن مؤلم.. والزيادة السكانية أصبحت قنبلة موقوتة لأن انفجارها قادم لا محالة لو استمر ايقاع الانجاب بالمستوي الحالي وهو ما يهدد جهود التنمية التي قهرتها الزيادة السكانية وجعلتها محصورة في محيط ضيق بدلا من أن تحقق الرفاهية لو كانت الزيادة في النسل متوازنة مع التنمية لكنها حطمت كل التوقعات لتتجاوز ال 1.4 مليون نسمة سنويا. وللأسف الشديد المجلس القومي للسكان لم ينجح في تحقيق المطلوب منه.. وفي اقناع القاعدة العريضة من المصريين في الحد من النسل والسبب الرئيسي يعود إلي الخلافات بين رجال الدين من المعارضين لتحديد النسل وكان الاولي بالازهر ان يعقد منتديات ولقاءات وأيضا جلسات لتقريب وجهات النظر بين العلماء المؤيدين والمعارضين وايضا مع الجماهير لتوضيح مخاطر الزيادة في المواليد. وها هو المؤتمر الثاني للسكان قد بدأ أمس.. وأرجو أن يحقق الكثير سيما أنه جمع نخبة من المتخصصين وعلماء الدين والمنظمات والنقابات والمراكز البحثية والحكومية والقطاع الخاص. نقول: لا نريد تنظيرا.. بل نريد أفعالا.. لأن مراحل التنظير انتهت ونتائجها كانت سلبية أضرت مصر معنويا وماديا.