دعا الدكتور محمود محيي الدين وزير الاستثمار إلي تنظيم المؤتمر الأول حول الاستثمار في مدن القناة، علي أن يقام المؤتمر في مدينة بورسعيد خلال الشهر الحالي. جاءت دعوة الوزير لعقد مؤتمر استثمار مدن القناة بعد الاصداء الايجابية لمؤتمر تنمية الاستثمار في الصعيد، علما بأن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في مدن القناة تعد متقدمة كثيرا عن مثيلاتها في مدن الصعيد، ويكفي أن مدينة واحدة من مدن القناة وهي السويس يبلغ حجم الاستثمار علي أراضيها 21 مليارا و319 مليون جنيه، منها حوالي 16 مليارا و293 مليون جنيه استثمارات صناعية في الكيماويات والصناعات الغذائية والدوائية والهندسية والغزل والنسيج والتعدين، وفي بورسعيد تبلغ الاستثمارات الصناعية والزراعية والتموينية والخدمية والسياحية ما يقرب من 8 مليارات جنيه. أما الاسماعيلية فيبلغ حجم الاستثمارات بها 7 مليارات جنيه، إلا أن هذا كله لا يمنع من أن تلك المحافظات لاتزال تحتاج للترويج لجذب المزيد من الاستثمار بها. وللتعرف أكثر علي جدوي تلك الدعوة ومدي ما يمكن أن يسهم به ذلك المؤتمر من خطوات ايجابية لصالح مدن القناة فقد قمنا بالتحاور مع بعض المستثمرين والخبراء لنقف معهم علي حقيقة الأوضاع ومدي احتياج تلك المنطقة للترويج لها من عدمه وخاصة في ظل ما تحظي به من اهتمام استثماري بالفعل. بداية فإن علي كامل منصور رئيس غرفة المنشاَت السياحية بمحافظة وسط الدلتا ومدن القناة يؤكد أن الاستثمار في أي مكان بمصر يحتاج لحملات ترويج سواء كان في الصعيد أو مدن القناة. ويضيف أن مدن القناة حاليا بها حركة سياحية وتجارية وصناعية جيدة ولكنها لاتزال غير كافية وخاصة في ظل تواجد عدد من المناطق الصناعية التي تحتاج للمزيد من الاستثمارات بما يعود بالنفع علي المحافظة وتقوم بامتصاص البطالة وتشغيل الشباب. وعن المطلوب لتشجيع المستثمرين علي التوجه لتلك المناطق فإن منصور يؤكد أن المطلوب فقط هو أن تتم تهيئة مناخ الاستثمار للمستثمر وعدم الضغط عليه بمشاكل البنية الأساسية لأنها هي أساس اقامة المشروع. كما يجب أن يتم توفير الأراضي بأسعار رخيصة كما يحدث في التنمية السياحية التي تعطي الارض بمقابل رخيص وذلك لجذب الاستثمار الذي يساعد علي تشغيل الشباب وسداد التزاماته من الضرائب تجاه الدولة. وعن أهم الصناعات التي يمكن الترويج لها فإن منصور يؤكد أنه يمكن اقامة جميع الصناعات بمدن القناة وخاصة المرتبطة منها بالسياحة مثل الأبواب الجاهزة والخشب المصنوع وفرش الفنادق والقري السياحية، هذا بالإضافة إلي الصناعات الثقيلة والتعدينية والزراعية.. وغيرها. استثمارات ويؤكد الدكتور محمود الشريف "وزير التنمية المحلية الأسبق" أن مدن القناة بالفعل تحتاج لإقامة مثل هذا المؤتمر خاصة أن بها عدد من المناطق الصناعية التي تحتاج لمستثمرين، فمنطقة شرق التفريعة مثلا ببورسعيد لاتزال حتي اليوم لا يوجد بها أية استثمارات، وكذلك الحال بالنسبة لمحافظة الاسماعيلية سواء في القنطرة شرق أو غرب فهي تحتاج لاستثمارات كبيرة. وفي بورسعيد أيضا هناك مشروع شمال غرب السويس وهو مشروع بكر ولايزال يحتاج لاستثمار ضخم. ولهذا فإن هذا المؤتمر إذا تم تنظيمه بشكل جيد فإنه سوف يسهم في الترويج للاستثمار بتلك المناطق. ويضيف الشريف أن المؤتمر يعد خطوة مهمة للتوعية بالمناطق الصناعية المتواجدة بمدن القناة والامكانات المتاحة بها وأنه إذا تم تقديم حوافز للاستثمار علي غرار الحزم التي تم تطبيقها في الصعيد فإن ذلك سيكون بداية جيدة لتشجيع الاستثمار سواء المحلي أو الاجنبي علي الدخول والعمل بتلك المناطق. وعن أهم القطاعات التي يجب الترويج لها فإن وزير التنمية المحلية الأسبق يوكد أن الاستثمارات الصناعية لاتزال متأخرة في تلك المدن ولهذا فإنه يجب أن يتم وضعها علي قائمة أولويات القطاعات التي يتم الترويج لها ويليها النشاط السياحي. وفيما يخص نوعية الصناعات المطلوبة فإن الشريف يوضح أن جميع الصناعات يمكن اقامتها في تلك المناطق علي حسب المزايا المتوافرة في كل منها، فبالنسبة لشرق التفريعة فإنه يجب اقامة صناعات ترتبط بميناء شرق التفريعة وهو ميناء حاويات في الأساس وبالتالي فإن كل الصناعات المرتبطة بالنقل بالحاويات مطلوبة مثل عمليات صناعة الحاويات نفسها وورش الصيانة البحرية الصغيرة إلي جانب الصناعات الثقيلة التي تعد من الصناعات المطلوبة في كل مدن القناة.. ويضيف الشريف أن مدن القناة بها العديد من المزايا التي تدفع المستثمرين للعمل بها مثل قربها من المواصلات وسهولة النقل من خلالها للأسواق العالمية.. وغيرها من الميزات الاخري ولهذا فإن الخطوة المهمة حاليا هي أن تتم دعوة المستثمرين للدخول والعمل بهذه المناطق.