قبل موعده الرسمي بيوم تم افتتاح معرض ومؤتمر تليكوم أفريقيا ولم يعرف باي صورة رسمية سبب هذا التقديم في موعد الافتتاح وان كان واضح انه بسبب حضور الرئيس مبارك لهذه الفعالية وهو سبب جيد ومقبول. وكان من الواجب اعلان سبب تقديم الحدث رسميا كي لا تقع بعض الشركات في الموقف الذي حدث فالكثير منها يوم الافتتاح- 11 مايو- لم تكن مستعدة مما جعل الافتتاح يظهر بصورة فقيرة للغاية,وكأنه افتتاح معرض محلي, خاصة وانه اقتصر علي استعراض المشروعات التكنولوجية ومبادرة مصرية تحت عنوان " افريقيا اونلاين". ايضا لم يظهر احد ليوضح لنا ماهي طبيعة هذه المباردة المصرية التي يبدو انها ظهرت سريعاً ولم يكن هناك وقت كاف لشرح ماهيتها. بعد الافتتاح الرسمي للمعرض قام الدكتور احمد نظيف رئيس مجلس الوزراء بافتتاح المؤتمر وجاءت كلمته قوية وشاملة خاصة وانها تضمنت دعوة انطلقت في وقتها للدول الافريقية ولشركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لكي تتعاون سوياً لمواجهة المشكلات العاجلة التي يتعرض لها العالم خاصة مشكلة الغذاء . فهل تستطيع هذه الشركات مساعدة العالم والدول الافريقية في هذه الازمة التي يبدو انها لن تنتهي قريبا؟ الاستثمار في افريقيا الاستثمار في افريقيا كان القضية المحورية داخل وخارج جلسات المؤتمر, فلسنوات طويلة ظلت القارة محرومة من استثمارات كثيرة كانت تستحقها سواء محلية او عالمية إما لفساد الحكومات او لضعف البنية الاساسية التي تساعد علي تنفيذ المشروعات وتضمن استمرارها او لوجود عوائق وضعف بنية الاتصالات والمواصلات وحتي البشر الصورة الان اصبحت مختلفة حسب ما اكده اكثر من وزير افريقي, فالجميع بات يعرف اهمية الاستثمار ودوره في التنمية خاصة ان افريقيا ليست قارة فقيرة بل مواردها غنية,رغم عمليات الاستنزاف التي تعرضت لها فمازال لديها ما تجود به لخدمة شعوبها. الدكتور حمدون تورية الامين العام للاتحاد الدولي للاتصالات اكد ان الصورة الان تغيرت وقال :"هناك تفهم من الحكومات والتزام بفتح الباب للاستثمار وهذا يعني حرية حركة راس المال وعدم فرض قيود تجعل المستثمريين يعزفون عن القارة, واضاف ليس عيب ولا جريمة ان ياتي مستثمر الي دولة افريقيا ويحقق مكسب ! فهدف الاستثمار هو تحقيق العائد وكل ما نسعي اليه ان يكون عائدا مشتركا وعادلا بين كل الاطراف. افريقيا وهي تتنافس لجذب فرص استثمارية, تسعي جاهدة لكي تتطور من قدراتها عبر اجيال جديدة قادرة علي تطبيق الحلم وهو ما ظهر بصورة جيدة في منتدي الشباب الذي جمع 100 شاب وفتاة مثلوا بارقة امل في جيل جديد تحتاجه افريقيا, وكانت دعوتهم لنا في التركيز علي التعليم و التدريب واثقال مهاراتهم في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. هذا ما اعتبره محمد عمران رئيس مجلس ادارة اتصالات الامارتية في احدي جلسات المؤتمر التي شارك فيها اهم حلقة تنقص التنمية في افريقيا لافتا الي ان تنمية الموارد البشرية في افريقيا تمثل التحدي الحقيقي امام شعوب القارة التي تحتاج الان اكثر من اي وقت مضي خبرات وكفاءات بشرية تستطيع ان تفكر وتخطط وتنفذ طموحات القارة. اكد ان لديه مشروعات للتنمية البشرية من خلال اكاديمية انشئت خصيصاً لهذا الغرض لها افرع الان في اكثر من دولة في افريقيا. علامة استفهام المعرض هو الحدث الذي مثل بصدق علامة استفهام كبيرة, فالكثير من الاسماء العالمية اختفت وحتي تلك التي ظهرت جاء تواجدها باهتاً لا يعبر عن استعداد حقيقي لحدث بهذا الحجم ينظمه الاتحاد الدولي للاتصالات اقدم منظمة دولية في العالم, مما جعل الحضور باهتاًُ ولم يتجاوز 4 الاف زائر طوال ايام المعرض الخمس, وهذا يعود لجزء كبير منه لضعف الدعاية والتسويق لهذا الحدث مع صعوبة التسجيل نظراً للتكلفة الكبيرة غير المبررة. اسباب مشاركة اي شركة في معرض هو عرض حلولها وتكنولوجياتها, التي من الطبيعي جدا ان تكون حديثة مع سعيها لتبادل الافكار وفرص العمل والشراكة مع شركات عالمية او محلية. وكل هذا افتقده المعرض بصورة كبيرة, فنظرة علي الجديد الذي تم طرحه خلال المعرض سنجده عبارة عن مبادرة وحيدة لشركة الكاتيل لوسنت " البرود باند للجميع" خلال مؤتمر صحفي لم يعقد غيره من جانب اي شركة او دولة مشاركة, ولنا ان نتخيل اي قوة كان عليها معرض لم يعقد فيه غير مؤتمر صحفي واحد !, بينما عقدت اربعة مؤتمرات صحفية خاصة بالمؤتمر وجلساته, مما يدل علي تفوق مؤتمر تليكوم افريقيا عن المعرض المصاحب.