للمرة الثالثة وبمصادفة تبدو غريبة شهدت البورصة المصرية هبوطا حادا امس "الثلاثاء" مكررة سيناريو "الثلاثاء الاسود" الذي شهدته في عام 2005 و2006، فخلال تعاملات الامس منيت السوق بعمليات بيعية عنيفة قادها مستثمرون اجانب أودت بالمؤشر والاسعار الي مستويات متدنية للغاية تجاوزت في بعضها 15% الامر الذي اصاب المستثمرين بالذعر ودفعهم الي البيع بقوة ليسجل المؤشر الرئيسي للسوق هبوطا بلغت نسبته 2.15% ليغلق علي 10737.90 نقطة خاسرا نحو 232 نقطة مرة واحدة. وكان المؤشر الرئيسي للسوق قد خسر منذ يوم الثلاثاء الماضي وحتي جلسة تعاملات اليوم ما يقرب من 10195 نقطة بما يعادل 10.01% وهو ما يعتبر اكبر هبوط للسوق في 6 جلسات تداول علي التوالي. وعلق وسطاء ومحللون علي الاداء الهبوطي للسوق قائلين ان القرارات الحكومية العشوائية بشأن فرض ضرائب علي المناطق الحرة والتلميحات بفرض رسوم ضريبية علي سندات الخزانة والاذون والتعاملات بالبورصة دفعت شريحة كبيرة من المستثمرين الاجانب للبيع بشكل واضح وعنيف مما أوجد نوعا من القلق داخل السوق ودفع نظراءهم المصريين للبيع المماثل. وسجلت تعاملات السوق امس 3.8 مليار جنيه بتداولات بلغت 121.5 مليون ورقة مالية تمت خلال تنفيذ 66.3 الف صفقة بيع وشراء علي اسهم 187 شركة. وقال الدكتور عصام خليفة خبير اسواق المال ان قرارات الحكومة التي بدأت في اتخاذها من الاسبوع الماضي اوجدت حالة من التذمر بين أوساط المستثمرين خاصة الاجانب وخلقت حالة من الخوف دفعتهم للبيع وتسييل محافظهم المالية حتي تتعدل الاوضاع. واوضح ان وصول اسعار اسهم السوق الي مستويات مغرية للشراء جعلت المستثمرين ينفذون مشتريات آخر جلسة الامس مما اشار الي امكانية تعديل الاوضاع والارتداد للصعود خلال تعاملات اليوم. وبلغت معاملات المستثمرين الاجانب امس الثلاثاء نحو 20.9% من اجمالي المعاملات اليومية بصافي مبيعات بلغ 202.5 مليون جنيه، فيما سجل صافي مبيعات العرب 274 مليون جنيه بنسبة بلغت 7.7% في حين بلغت مبيعات المصريين الصافية 71.5 مليون جنيه. وانتقد محللون وخبراء الاوضاع السيئة التي يمر بها السوق والتي قد تؤدي الي عزوف شرائح المستثمرين عن الشراء خاصة بعد القرارات الحكومية غير المدروسة والتي اوجدت خوفاً وذعراً بين شرائح المستثمرين. وتوقع وسطاء ان تشهد تعاملات اليوم الاربعاء موجة مشتريات قوية ترتد بالسوق لمستوي صعودي جديد خاصة بعد ان وصلت الاسعار الي مستويات مغرية للشراء. وكانت جلسة اليوم قد شهدت تراجع اسهم كثيرة بالسوق بنسب مرعبة جدا غير ان مشتريات نهاية الجلسة التي نفذها المستثمرون المصريون عادت بالاسعار الي مستويات اكثر استقرارا وطمأنينة. وقاومت اسهم منتقاة في السوق الهبوط العنيف الذي اصاب نظيرتها من بقية اسهم السوق فاتجه سهم النيل لحليج الاقطان الي الصعود مجددا مع نهاية التعاملات ومعه الدولية للمحاصيل الزراعية والمصريون في الخارج للتنمية والاستثمار رغم تراجعها القوي بداية التعاملات. وفقد اوراسكوم للانشاء والصناعة ذو الوزن النسبي العالي قرابة 2% ليغلق علي 376 جنيها، فيما تصدر قائمة الاسهم الخاسرة امس مطاحن ومخابز جنوبالقاهرة والجيزة بنسبة 19% ليغلق علي 30.34 جنيه.