في أقل من24 ساعة إستطاعت البورصة المصرية, تقليص خسائرها الكبيرة التي تكبدتها خلال تعاملات أمس الأول الثلاثاء التي بلغت نسبتها نحو6.07%, حيث استطاع المؤشر الرئيسي لهاEGX30 أن يعاود الارتفاع فوق حاجز6200 نقطة وبنسبة4.4% من قيمته وكذلك ارتفع مؤشرEGX10 الذي يقيس أداء الأسهم الصغيرة والمتوسطة بنسبة4.05% ليسجل533.91 نقطة, كما ارتفع مؤشرEGX100 الأوسع نطاقا بنسبة3.89%, ليستقر عند مستوي918.07, كما ارتفعت قيمة التداول لتتجاوز1.6 مليار جنيه. أسباب عديدة لعبت دورا كبيرا في هذا الارتفاع السريع لأسعار الأسهم بالبورصة المصرية, يأتي في مقدمتها الدخول القوي للمؤسسات المالية وصناديق الاستثمار إلي جانب المستثمرين الأفراد المصريين والعرب بعمليات شراء واسعة تجاوزت نسبتها68% مقابل32% للمستثمرين الأجانب التي غلب علي تعاملاتهم طابع البيع, هذا علي مستوي السوق المحلية. علي مستوي الأسواق العالمية, فقد ساهم نجاح بورصة وول ستريت في تقليص خسائرها التي منيت بها في مستهل جلسة أول أمس الثلاثاء, ساعد علي ارتفاع الاسعار في البورصة الأوروبية والآسيوية الأمر الذي انعكس علي التعاملات بالبورصة المصرية بالايجاب بعد ارتفاع أسعار شهادات الايداع المصرية المسجلة في بورصة لندن. الخبراء طالبوا المستثمرين خاصة المصريين بالتريث خلال تعاملات اليوم الخميس, حيث أكد الدكتور ماجد السعيد رئيس مجلس إدارة شركة سانتكس العالمية للاستثمارات المالية أن الارتفاع الذي شهدته البورصة اليوم كان متوقعا بالنسبة للخبراء, فالمؤشرات المالية غالبا ما تقوم بعمليات ارتدادية في أعقاب عمليات التراجع الكبير مثل الذي شهدته البورصة المصرية يوم الثلاثاء الماضي. وحذر من حدوث عمليات تراجع أخري خلال الأيام القليلة المقبلة, وأن كان حدوث ارتفاع ولو بنسبة قليلة اليوم الخميس متوقعا في ضوء التعاملات الجيدة للأسواق الأمريكية التي ارتفعت في تعاملاتها المبكرة أمس بمقدار0.78%, بالنسبة لمؤشر داوجونز, حيث تخطي حاجز10 آلاف و122.12 نقطة, وكذلك مؤشر ستاندرز أند يور الذي يقيس أداء أنشط500 شركة في السوق الأمريكية ارتفع بنسبة1.13% تعادل12.1 نقطة ووصل إلي مستوي10 آلاف و86.13 نقطة. ومؤشر نسداك المجمع الذي تغلب عليه أسهم شركات التكنولوجيا ارتفع بنسبة1.43% يعادل31.54 نقطة ليصل مستوي2242.49 نقطة. وأكد أن المستثمرين الصغار الجدد الراغبين في دخول السوق لأول مرة عليهم الانتظار وعدم الدخول الآن, حيث مازالت هناك فرص أفضل للشراء خلال الفترة القليلة المقبلة, حيث من المتوقع أن تحدث موجات تراجع أخري للأسعار قد تصل بالمؤشر إلي النقطة فوق ال5000 ألف, عندها تكون الأسعار جاذبة للاستثمار. ومن جانبه يوضح عيسي فتحي نائب رئيس شعبة الأوراق المالية باتحاد الغرف التجارية أن ارتفاع المؤشر في جلسة أمس ليس دليلا علي استقرار الأسواق واتجاهها للصعود, حيث لابد من مرور ثلاث جلسات علي الأقل تغلق فيها البورصة علي ارتفاع لتعويض خسائر المؤشر خلال الفترة الماضية. وطالب بضرورة ظهور المسئولين الاقتصاديين علي الساحة الإعلامية والتواصل مع الناس للحديث عن احتمال تأثر الاقتصاد المصري بأزمة أوروبا من عدمه مؤكدا أن المستثمر في البورصة المصرية يعيش حالة من الغموض بسبب الارتباط الغريب بين بورصتنا المحلية والبورصات العالمية مؤكدا ضرورة فصل ذلك الارتباط الوهمي خاصة وأن هناك محفزات كثيرة كان من الممكن أن تقفز بمؤشر البورصة إلي مستويات مرتفعة مثل نتائج أعمال الشركات النصف سنوية ومؤشرات الاقتصاد المحلي التي تؤكد زيادة النمو خلال الفترة الحالية. وأضاف أن المستثمرين الأفراد يمارسون سياسات خاطئة في الأزمات وهو ما يزيد من تضخم الأزمة, مؤكدا أن المستثمرين الذين سيطر عليهم الخوف أول أمس نتيجة هبوط المؤشر6.07% ندموا علي قرار البيع العشوائي خاصة في الأسهم القيادية مثل أوراسكوم للانشاء الذي انخفض في جلسة أول أمس إلي210 جنيهات ثم ارتفع أمس إلي245 جنيها كذلك سهم طلعت مصطفي الذي ارتفع من6.70 في أول أمس إلي8.25 جنيها. وقال إن الأمية الاستثمارية مازالت هي التي تحكم السوق وتعطي الفرصة للأجانب للتحكم فيها بسبب اعتماد المستثمرين الأفراد علي الاقتداء بالأجانب في اتخاذ قرارات البيع والشراء. وهو ما ساعد الأجانب علي تحقيق أرباح هائلة لأنهم أول من يتخذونقرار البيع فيقتنصون الفرصة للبيع بأعلي سعر ثم تغيير مسارهم في نهاية الجلسات بالشراء فأقل سعر بعد انخفاض الاسعار نتيجة لتكالب المستثمرين علي البيع. وأضاف عيسي أن المستثمرين الأفراد لم يتعلموا من الأزمات الماضية التي مرت بالبورصة مؤكدا ضرورة تغيير أنماط تعاملاتهم خاصة إيقاف المضاربات في الفترة الحالية لأنها لن تكون لصالحهم في ظل عدم استقرار السوق, هذا بالإضافة إلي التحلي بالصبر حتي لا يتم إتخاذ قرار ثم الشعور بالندم بعد مرور الأزمة. ويقول أحمد نجيب رئيس مجلس إدارة إحدي شركات الاستشارات المالية والتحليل الفني أن ارتداد المؤشر أمس وصعوده4.43% جاء نتيجة ارتفاع مؤشرات الأسواق الأوروبية والأمريكية وذلك بعد إعلان الحكومات الأوروبية عن قرارات جديدة لحل مشكلات ديون الدول الأوروبية والإعلان عن اندماجات بين البنوك واستحواذ الدولة علي بعض البنوك التي كانت تنوي إعلان إفلاسها في إيطاليا وصدور بيانات اقتصادية جيدة في أمريكا عن تحسن مؤشر اسعار المنازل ومؤشر ثقة المستهلك لكن هذا لا يعني استقرار الوضع في البورصات الأجنبية أو المحلية خاصة في ظل زيادة التوتر بين الكوريتين الشمالية والجنوبية وهو ما قد يكون له تأثير سلبي علي الأسواق المالية العالمية خاصة في جنوب شرق آسيا. ووصف نجيب المستثمر الأجنبي في السوق المصرية بالصياد الذي يقتنص الفرص ويدخل للشراء في كل فرص انخفاض الأسعار ليتجه بعد ذلك إلي البيع بعد ارتفاع الأسعار نتيجة دخول المستثمر المحلي للشراء بعده. وأوضح أن سهم طلعت مصطفي كان له أداء متميز في جلسة أمس وتم إيقاف تداوله بسبب تجاوزه10%, حيث ارتفع من6.90 إلي8.25 جنيه, وذلك وسط حالة من التفاؤل سيطرت علي المستثمرين فيما يخص قضية هشام طلعت مصطفي. ويؤكد إلهامي عبدالمنعم محلل فني أن ارتفاع المؤشر أمس هو حركة تصحيحية صاحبتها مؤشرات إيجابية جديدة أهمها تجاوز قيمة تداول جلسة أمس للمليار جنيه وهو ما قد يؤدي إلي تعاف مؤقت للأسعار في الجلسات القادمة خاصة وأن الحالة النفسية للمستثمرين تحسنت كثيرا وأصدرت شركات السمسرة توصيات لعملائها بالشراء في الأسعار الحالية. وتوقع الهامي أن يصل المؤشر إلي منطقة6500 نقطة خلال الجلسات المقبلة التي تحولت من نقطة خاصة وأنه في حالة استمرار صعود المؤشر ستواجهه عقبة, تتمثل في عملية جني ارباح للمستثمرين الذين اتجهوا للشراء في الثلاثاء الأسود الماضي والذي انخفض فيه المؤشر6.07% هذا, بالإضافة إلي احتمالية ظهور عمليات شراء نتيجة لاتجاه شركات السمسرة إلي الضغط علي المستثمرين الذين لم يقوموا بتسوية مديونياتهم للشركة. وأشار إلي أن سهم أوراسكوم للانشاء هو السهم الذي بدأ رحلة صعود المؤشر أمس وسحب معه أوراسكوم تيلكوم نتيجة ارتفاعهم في بورصة لندن. وأكد أن المستثمر الأجنبي استطاع أن يستفيد من تلك الأزمة ويحولها لصالحه ويحقق منها أرباحا هائلة لأنه استطاع أن يقود السوق ويستغل رغبة المستثمرين الأفراد المصريين في اتخاذ قرارات البيع والشراء بناء علي تحركاته.