طالب الرئيس الامريكي جورج بوش مؤخرا الكونجرس باقرار معونة غذائية تبلغ قيمتها 770 مليون دولار للمساعدة في الحد من ارتفاع اسعار المواد الغذائية التي تهدد بنشر المجاعة والاضطرابات في ارجاء العالم. وفي لقاء مفاجئ اقامه في البيت الابيض مع المراسلين اعلن الرئيس بوش انه سيحث المشرعين علي اقرار الموازنة الاضافية المخصصة لبرامج المعونات الغذائية العالمية والتنمية. المعونة المالية - التي ستخصص في المقام الاول للمحتاجين في افريقيا - هي ضمن موازنة أشمل تبلغ 70 مليار دولار مخصصة لتمويل حرب العراق لعام 2009 والتي كان البيت الابيض قد رفعها الخميس امام الكابيتول هيل. كما ان هذه المعونة في حال اقرارها ستكون اضافة لمعونة غذائية عاجلة تبلغ قيمتها 200 مليون دولار، كان الرئيس الامريكي قد طالب بالافراج عنها قبل اسبوعين. كذلك تعتبر هذه المعونةاضافة لاخري مازالت عالقة وتبلغ 350 مليون دولار وهي مخصصة لتمويل معونات غذائية عاجلة. وكون المعونة ستكون ضمن موازنة عام 2009 فإنها لن تتوفر للتوزيع علي الدول المحتاجة قبل بداية السنة المالية في بداية اكتوبر المقبل حتي لو اقرها الكونجرس مسبقا. لكن رغم هذا وصف بوش هذه الخطوة بأنها ما هي الا "البداية" من جهود الولاياتالمتحدةالامريكية للمساعدة، لافتا الي ان ادارته ستنفق ما يصل اجماله الي 5 مليارات دولار هذا العام والعام المقبل علي المعونات الغذائية وبرامج اخري ذات علاقة. وقال: أمريكا في الطليعة وسنبقي في الطليعة كما نتوقع من الآخرين المشاركة معنا. هذا ويهدف التمويل الجديد لتلبية الحاجة العاجلة لشحنات مباشرة من المواد الغذائية التي وصفها البيت الابيض بأنها ستساعد الملايين من الناس. وقال ستيف ماكميلين نائب مدير مكتب الرئيس للادارة والموازنة ان المعونات العاجلة تمثل 620 مليون دولار من الطلب كما يهدف التمويل الطويل الامد تخصيص 150 مليون دولار لتعزيز برامج الولاياتالمتحدة لمساعدة المزارعين في الدول النامية لرفع مستوي انتاجهم من المزروعات ومن عوائد بيع المحاصيل بهدف تقليص حاجة هذه المجتمعات للمعونات العاجلة. يشار الي ان قضية غلاء اسعار المواد الغذائية قد أثقلت كاهل الاسر داخل الولاياتالمتحدة وخارجها وسط تحذيرات دولية من تفجر ازمة غذاء عالمية. ومؤخرا أوصي علماء دوليون بوقف استخدام الوقود العضوي المستخلص من محاصيل زراعية في سياق مكافحة ارتفاع اسعار المواد الغذائية وتفشي الجوع. وتناقض مطالب خبراء الغذاء تصريحات الرئيس الامريكي جورج بوش الاخيرة التي اعلن فيها زيادة استخدام الولاياتالمتحدة للايثانول لاسباب تتعلق بالامن القومي وارتفاع اسعار الوقود وتعكس التناقضات الجدل الدائر بشأن متطلبات الغذاء والحاجة للوقود. وفي سياق متصل اعتبر احد كبار خبراء الغذاء بالامم المتحدة ان الولاياتالمتحدةالامريكية واوروبا قد سلكتا طريقا "اجراميا" عبر اللجوء الي استخدام الحبوب الغذائية في انتاج الوقود الحيوي "الايثانول" وهو ما رأي انه أسهم بشكل كبير في "تفجر" موجة غلاء شملت اسعار الغذاء بجميع انحاء العالم قابلها قيام مظاهرات وسقوط ضحايا في عدد من دول العالم.