حذر وزراء آسيويون من أن ارتفاع اسعار المواد الغذائية قد يعيد الملايين إلي دائرة الفقر في آسيا ويمحو مكاسب عشر سنوات من التنمية، داعين إلي زيادة الانتاج الزراعي لمواجهة الطلب المتزايد. جاء ذلك خلال الاجتماع السنوي لبنك التنمية الآسيوي الذي يضم 67 عضوا بالعاصمة الإسبانية مدريد لمناقشة إجراءات لمواجهة المناخ السيئ وزيادة الطلب، اللذين انهيار عشرات السنين من توافر الاغذية الرخيصة في الدول النامية. وقال وزير المالية الياباني فوكوشيرو نوكاجا خلال الاجتماع إن آسيا موطن ثلثي فقراء العالم تتعرض لخطر تزايد القلاقل الاجتماعية، حيث وجه ارتفاع اسعار القمح والأرز إلي المثلين العام الماضي ضربة إلي الذين ينفقون اكثر من نصف دخلهم علي الطعام. واضاف ان الكثير من الحكومات بدأت تطبق أنظمة لدعم أسعار المواد الغذائية أو فرضت قيودا علي صادراتها لمواجهة ارتفاع التكاليف لكنها لم تفعل سوي انها تسببت في تفاقم زيادات الاسعار بالاسواق العالمية. واوضح الوزير ان الاكثر تضررا هي القطاعات الاكثر فقرا بين السكان خاصة فقراء الحضر. وحذر وزير المالية الهندي د.سوبا راو من انه إذا ارتفعت اسعار الاغذية بنسبة 20% فإن مائة مليون شخص في انحاء آسيا سيعودون مرة أخري لحالة الفقر المدقع. قروض للدول الفقيرة ومن جهتها حثت دول صغيرة في القارة مثل كمبوديا البنك الآسيوي علي تركيز قروضه علي دوله الأشد فقرا. وكان البنك قد دعا السبت إلي اتخاذ حكومات العالم لإجراء فوري لمكافحة اسعار الاغذية المتصاعدة، وقرن ذلك بتعهده تقديم معونات مالية جديدة للمساعدة في توفير الغذاء للدول الاكثر فقرا بمنطقة آسيا والمحيط الهادي. وأيد اعضاء كبار مثل اليابان والصين والهند استراتيجية البنك طويلة الاجل بتقديم ائتمان منخفض التكلفة، ومساعدات فنية لزيادة الانتاجية الزراعية. وتشير تقديرات التنمية الآسيوي إلي ان الاكثر فقرا بمنطقة آسيا والمحيط الهادي ينفقون 60% من دخلهم علي الغذاء و 15% أخري علي الوقود، وهي سلع الحياة الرئيسية التي شهدت اسعارها ارتفاعا شديدا العام الماضي. وذكرت الأممالمتحدة ان فقراء الريف يمثلون قنبلة سياسية موقوتة بالنسبة لآسيا، لا يمكن إبطال مفعولها إلا من خلال الاستثمار الزراعي الاكبر والتكنولوجيا الافضل. وأدي ارتفاع الاسعار العالمية للأغذية خلال عام حتي مارس بنسبة 43% لاندلاع احتجاجات شابها العنف بالكاميرون وبوركينا فاسو اضافة إلي مسيرات احتجاج باندونيسيا في اعقاب تقارير عن حالات وفاة بسبب الجوع. ويعد الأرز سلعة غذائية اساسية في معظم دول آسيا، وأي نقص في معروضه يهدد بحالة من عدم الاستقرار مما يجعل الحكومات شديدة الحساسية تجاه سعره.