مختلف دول العالم الغني والفقير بدأ يشعر بأزمة الغذاء، وظهرت تحذيرات من المنظمات الدولية تؤكد التأثيرات السلبية لهذه الأزمة علي الاستقرار في مختلف دول العالم. منظمة الغذاء والزراعة "الفاو" التابعة للامم المتحدة حذرت من انتشار اعمال الشغب والاحتجاجات في الدول الفقيرة بسبب نقص المواد الغذائية في الوقت الذي لا يلوح في الافق حل قريب لها. قال التقرير ان البلدان الاكثر تعرضا لعدم الاستقرار بسبب نقص الغذاء هي الدول التي ينفق السكان فيها اكثر من نصف دخلهم علي الطعام، ولذلك فان زيادة الاسعار ونقص المعروض من الغذاء يسبب لهم مشكلات لا يجدون لها حلا إلا الاحتجاج واثارة الشغب. المعروف ان تغيرات مناخية في مناطق انتاج الحبوب ومنها استراليا أدت الي نقص المعروض من الحبوب في الوقت الذي ازداد الطلب عليها بسبب تغير الانماط الغذائية في البلدان التي شهدت معدلات نمو عالية مثل الهند والصين. المعروف ايضا ان ارتفاع اسعار البترول الي معدلات قياسية جعل الاتجاه الي استخدام انواع من الوقود الحيوي اقتصاديا وهو الوقود المستخرج من انواع من الاغذية. وفي نفس الاتجاه التحذيري من ازمة عالمية اصدرت منظمة اليونسكو التابعة للامم المتحدة ايضا تقريرا دعت فيه الي اجراء تغييرات عاجلة في طرق انتاج الاغذية للتغلب علي مشكلة ارتفاع الاسعار التي تهدد ملايين البشر بالجوع والفقر. اوصي التقرير باعتماد اجراءات افضل لحماية الموارد الطبيعية واستخدام سبل زراعية اكثر ملاءمة والتركيز علي الانتاج المحلي لتغطية الاحتياجات وتخفيف الطلب علي السوق العالمية. تتحدث جميع التقارير عن شبح المجاعة الذي يهدد العالم ويصيب اولا الفقراء الذين لا تتوافر لديهم القدرة المالية لمواكبة الارتفاع المستمر في الاسعار العالمية نتيجة زيادة الطلب وقلة المعروض. كما تتحدث عن تأثير البترول السلبي علي موقف الغذاء في العالم من ناحيتين الاولي دخول انتاج الوقود العضوي كمنافس للانسان في الحصول علي المواد الغذائية وبعض المحاصيل، كذلك ارتفاع تكلفة النقل بين المنتج والمستهلك مما يسبب زيادة اضافية في الاسعار. يزيد الموقف سوءا اعتماد بعض البلاد علي سياسة دعم المواد الغذائية كما يحدث في مصر مما يسبب ضغطا شديدا علي مواردها من اجل تثبيت الاسعار أو الحد من جنونها العشوائي.