منذ سنوات بعيدة والشعوب العربية لا تنتظر الكثير من مؤتمرات القمة.. وقد تراجع رصيد الأحلام في هذه المؤتمرات حتي اكتفت الشعوب بحلم واحد أن يلتقي الحكام العرب تحت سقف واحد.. وحتي هذا الحلم تبخر مع الأيام وأصبح مجرد اللقاء حلما مستحيلا.. وأكبر دليل علي ذلك هو الغياب الجماعي الذي اجتاح قمة دمشق الأخيرة رغم أنها أول قمة عربية تشهدها العاصمة السورية وكان من الممكن أن يكون لها وقع خاص ولكن هذا لم يحدث.. كانت قمة دمشق أحوج ما تكون لوحدة الصف العربي خاصة أمام أزمات كثيرة تحيط بشعوب المنطقة وتجعل منها أرضا مستباحة لكل القوي الدولية. بخل الحكام العرب علي شعوبهم بسقف واحد يجتمعون تحته ليلة واحدة أو عدة ساعات فذهب من ذهب واعتذر من اعتذر وخرجت القمة ببيان يعكس حالة التمزق والضياع التي يعيشها العرب شعوبا وحكومات.. وبعد ذلك نقول ان العالم لا يقدر العرب ولا يضع لهم حسابا ولا يري لهم مستقبلا والشئ المؤكد أن صورتنا أمام العالم صناعة عربية مائة في المائة. لأن العالم يحترم الشعوب التي تعي مسئوليتها ويقدر الحكام الذين يدركون موقعهم علي خريطة الزمن والاحداث.. ولكن لم توجد قمة عربية إلا وشهدت خلافات وصراعات ومعارك ولم تحدث قمة عربية إلا وكانت هناك اياد خفية تحرك الجالسين علي الكراسي فتأمر هنا ونرفض هناك وفي تاريخ القمم العربية مهازل كثيرة لمن أراد أن يقرأ التاريخ. لقد كان الاولي بالعرب ان يجمعوا شملهم في دمشق أمام طوفان يوشك أن يقتحم كل شيء.. أمريكا في بغداد.. وتركيا علي حدود الموصل وكركوك وايران في كل جزء واسرائيل تعربد في غزة والقوات الدولية في كارفور والحرب الاهلية في الصومال وهناك خلافات بين العواصم العربية الصغيرة منها والكبيرة ولا توجد قضية واحدة يتفقون عليها.. أن حماس ضد السلطة وفتح.. ولبنان منقسم إلي أكثر من جبهة والشيعة والسنة يتحاربون في العراق، وكل عاصمة عربية تنظر للأخري بخوف وحذر وكأن العرب في حالة حرب دائمة مع كل حلم يسعي لتوحيد كلمتهم وقد كان ذلك واضحا في قمة دمشق غيابا وحضورا.