في حالة اتمام الإندماج بين دلتا ونورث ويست

موجة اندماجات متوقعة بين شركات الطيران الأمريكية لمواجهة الركود وارتفاع تكاليف الوقود

واحدة بعد اخري تنزاح العقبات التي كانت تحول دون اندماج شركتي الطيران الامريكيتين دلتا ونورث ويست واللتين يمكن ان يكون اندماجهما نقطة تحول في صناعة النقل الجوي العالمية، وتقول مجلة "الايكونوميست" انه اذا استطاعت القيادات التنفيذية في دلتا ونورث ويست خلال الايام او الاسابيع القادمة التوصل الي عقد عمل جماعي مع طياريها البالغ عددهم 11 ألف طيار فان الشركتين ستعلنان الاندماج وتطلبان اقراره من السلطات الامريكية المختصة.
ولو تمت هذه الصفقة بين ثالث وخامس اكبر شركتي طيران في الولايات المتحدة فان صفقات مماثلة سوف تتبعها بين باقي الستة الكبار في شبكة شركات الطيران الامريكية حيث يمكن ان تندمج شركتا يونايتد وكونتننتال في جانب وشركتا امريكان ويو اس ايروايز في جانب آخر، واذا حدث هذا كله وهو ما نرجو ان يحدث فإنه سوف يتمخض عن صناعة طيران امريكية اقوي واكثر استقرارا وهو ما سيعد ايضا خطوة مهمة علي طريق استكمال تحرير صناعة الطيران المدني العالمية.
والحقيقة ان هذه ليست اول مرة تحاول فيها كبريات شركات الطيران الامريكية تجميع قواها، ففي عام 2006 احبطت دلتا عرض اكتساب اجباري لها تقدمت به يو اس ايروايز مقابل 7.8 مليار دولار كما شهد عام 1998 محاولة اندماج بين نورث ويست وكونتننتال وشهد عام 2001 محاولة اندماج اخري بين يو اس ايروايز ويونايتد ولكن سلطات حماية المنافسة ومنع الاحتكار لم توافق علي الاندماجين، ومع ذلك فقد تغيرت اشياء كثيرة منذ ذلك الحين حيث خضعت 4 شركات من هذه الستة الكبار لعملية اعادة هيكلة في ظل الفصل 11 من قانون الحماية من الافلاس، كذلك خفضت شركات الطيران عدد العاملين فيها بنسبة 39% وخفضت الاجور هي الاخري بنسبة 30% وشهدت عجزا قيمته 20 مليار دولار في صناديق المعاشات ورغم عودة الانتعاش الي صناعة الطيران وزيادة الطلب وعودة الشركات الي تحقيق ارباح محترمة في السنوات القليلة الماضية فإن الشركات الكبري لاتزال اوضاعها هشة حتي الآن.
فالمكاسب الناجمة عن كفاءة التشغيل قضت عليها الزيادات الضخمة في اسعار الوقود، ويقول الاتحاد الدولي للنقل الجوي ان الانفاق العالمي لشركات الطيران علي الوقود قد زاد من 40 مليار دولار عام 2002 ليصبح 135 مليار دولار في العالم الماضي اي بنسبة 5.337% خلال 5 سنوات ققط كذلك فإن ارتفاع اسعار الوقود يضر شركات الطيران الامريكية اكثر لان طائراتها اقدم من طائرات الشركات الاوروبية والآسيوية، وعلي سبيل المثال فإن متوسط عمر اسطول طائرات نورث ويست النهم لاستهلاك البنزين يبلغ 18 عاما الي جانب ان الاسطول به ايضا طائرات دي سي 9 التي بدأت الطيران منذ 30 سنة، وبسبب ارتفاع الديون الي 20 ضعف الايرادات بعد احداث 11 سبتمبر الارهابية فإن الشركات لم يكن لديها فائض تستثمره في شراء طائرات جديدة اقل استهلاكا للوقود بنسبة 30% عن الطائرات القديمة.