رغم التطور الكبير الذي شهده السوق خاصة فيما يتعلق بالافصاح والشفافية لا يزال غالبية المستثمرين المحليين في البورصة المصرية يعتمدون علي الشائعات في بناء قراراتهم الاستثمارية خاصة الايجابية منها، وعلي العكس لا تعطي أي قيمة للخبر السلبي حتي بعد تأكيده ولا يبني أي قرار عليه.. فقد يعلن خبر عن ديون في شركة ما أو عن احتمال افلاسها او قضية فساد داخل الشركة.. ورغم ذلك قد تتجه اسهم هذه الشركات للصعود. وقد وصف خبراء سوق المال وبعض المستثمرين هذا بأنه أصبح حال كثير من المستثمرين الحاليين لاعتمادهم علي المضاربة ولذلك يتركز اهتمامهم في الأسهم الصغيرة ويعتمدون علي الدخول والخروج السريع ولذلك تمثل الشائعة الايجابية العنصر الرئيسي لهم الذي يتحركون علي أساسه. يقول وليد يسري محلل فني بإحدي شركات الوساطة ان المستثمر المحلي دائما ما يحب أن يسمع الأخبار الايجابية عن الأسهم التي يتعامل عليها فهو يريد ان تقول له بأن السوق صاعد ولا يريد ان يسمع عن نزول او هبوط مع العلم بأنه قد يكون نزولا طبيعيا وهذا يرجع إلي ضعف الخبرة لدي المستثمر الذي لا يستوعب كثير منهم ما معني النزول أو الصعود ومن الصعب أن يكون هناك صعود دائم بالاضافة إلي تركيز أغلب المستثمرين الحاليين علي أسهم المضاربة للخروج السريع.. ولذلك لا يهتم بأي أنباء مالية مثل نتائج الأعمال ولكن في المقابل تجد الأجانب أكثر حرفية منهم. الخبر الإيجابي ويري حسام حلمي مستشار فني بشركة بايونير للوساطة في الأوراق المالية إلي أنه دائما ما يوجد اهتمام بالخبر الايجابي فالمستثمر من الممكن أن يتعامل عليه ولو مصدره غير مؤكد أما الخبر السلبي فيكون هناك اهتمام محدود به ويختلف التعامل معه علي حسب نوع الخبر فلو كان سلبيا جوهريا عن إغلاق شركة فهو هنا سيؤثر علي السهم أما إذا كان يتعلق بخسارة مصدر إنتاج أو ضعف في زيادة الدخل فهو هنا لن يؤثر بالشكل القوي ولكن يتسم كلا الخبرين بأن تأثيرهم محدود لوقت معين ثم ينتهي. ويؤكد أحمد منسي محلل فني بنك الاسكندرية أن الأفراد المحليين ينساقون وراء الشائعات خاصة الايجابية والمتعلقة بأسهم المضاربة التي يركزون عليها بصورة كبيرة. الشائعات ويلفت حسام الغايش محلل فني باحدي شركات الوساطة إلي أن المستثمر يتعامل مع الخبر السلبي باهتمام أكثر من ناحية البحث عن تأكيده بعكس الحال مع الاخبار الايجابية التي لا ينتظر تأكيدها فهناك قاعدة يعتمد عليها كثير من المستثمرين المحللين تقول اشتري علي الشائعة وبيع علي الخبر. ويرصد محمد الجوهري مستثمر أن المستثمرين المحللين تحولوا لمضاربين حيث يبيعون ويشترون بغض النظر عن أداء الشركات ولذلك تجده يكذب الخبر السلبي لأنه يعتبره ضد لدائرة الذي يعمل عليها ويأخذ الخبر الايجابي وسيلة لحركته فأغلب المستثمرين المحليين يتسمون بعنصر الحركة السريعة مع المضاربة السريعة ولذلك تجد أغلب محافظهم من الأسهم الصغيرة.