بعد فترة من السكون عادت أسهم قطاع الغزل "تغازل" المستثمرين من جديد وحققت أرقاما قياسية خلال الأيام الماضية لم تحققها منذ فبراير عام 2007. وتوقع خبراء ومحللون اقتصاديون أن تشهد الفترة المقبلة نشاطا قويا لأسهم قطاع الغزل في البورصة المصرية انعكاسا لنتائج أعمال شركات النسيج التي جاءت جيدة مقارنة بالعام الماضي. وأشار المحللون إلي أن هناك العديد من الانباء الايجابية التي شهدها القطاع خلال الفترة الماضية والتي دعمت صعود أسهمه علي رأسها تخصيص وزارة الاستثمار 19.5 مليون يورو لإعادة هيكلة القطاع بالإضافة إلي استقرار محصول القطن بعد الازمات التي شهدها الفترة السابقة بالإضافة إلي زيادة أسعار الحليج والتي من المفترض أن تزيد خمسة جنيهات من 23.5 جنيه إلي 28.5 جنيه. وأضافوا أن العديد من هذه الانباء قوية للغاية ومن شأنها أن تخلق دعما قويا للسوق ككل خاصة أن هناك اهتماما ملحوظا من قبل كبار المستثمرين والصناديق والمؤسسات بأسهم القطاع التي تعد الأرخص في البورصة المصرية حاليا. وأكد المحللون الفنيون أنه من المتوقع حدوث عمليات جني أرباح طفيفة لمعظم أسهم القطاع بعد الارتفاعات القياسية التي شهدتها غالبية أسهمها لتعاود الصعود مرة أخري محققة مستويات سعرية أعلي. إعادة هيكلة من جانبه يري أحمد بكر درويش رئيس مجلس ادارة شركة نماء لتداول الأوراق المالية أن السبب الرئيسي للطفرة السعرية التي شهدتها أغلب أسهم قطاع الغزل والنسيج هي إعلان الحكومة عن حصولها علي 80 مليون يورو من الاتحاد الأوروبي وتخصيص وزارة الاستثمار 19.5 مليون يورو لإعادة هيكلة القطاع ذلك بالإضافة إلي اتجاه الحكومة إلي توسيع نطاق الدعم أيضا ليشمل قطاع النسيج من خلال إلغاء جميع الضرائب علي الات التصنيع المستوردة وتخفيض الرسوم علي الخيوط المستوردة وغيرها من الواردات الضرورية ذلك بجانب توقيع العديد من اتفاقيات التعاون علي المستوي الدولي مع المستوردين البارزين لمنتجات النسيج مثل أمريكا والاتحاد الأوروبي. وتوقع درويش حدوث عمليات جني أرباح طفيفة معظم أسهم القطاع بعد الارتفاعات القياسية التي شهدتها معظم أسهمه لتعاود الصعود مرة أخري محققة مستويات سعرية أعلي. جني أرباح علي رزق المدير التنفيذي بشركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية يري أن القطاع بدأ بطفرة حدثت في سهم النيل لحليج الاقطان وذلك بعد إعلان الشركة عن بيع جزء كبير من اراضيها واستخدام حصيلة البيع في سداد مديونياته وتحسين وضعها المالي وعندما حدث ذلك مع سهم النيل بدأت الانظار تتجه بنفس الفكر لمعظم أسهم القطاع فقامت شركة بوليفارا ببيع قطعة الارض التي تمتلكها في الاسكندرية مشيرا إلي أن نفس الفكر اتخذته اسهم اخري في القطاع مثل العربية لحليج الاقطان وهو أكبر سهم يمتلك مخزونا عقاريا في القطاع كله حيث بلغت التقديرات للمخزرون العقاري للشركة بحوالي المليار جنيه وبالتالي من المحتمل قيام العربية لحليج الاقطان بإنشاء شركة استثمار عقاري لاستغلال الاراضي التي تمتلكها وفي هذه الحالة نتوقع صعود القطاع كله. وأضاف رزق أن ارتفاع أسهم القطاع جاء بعد إعلان نتائج أعمال شركات النسيج التي جاءت جيدة مقارنة بالعام الماضي مشيرا إلي أن هناك تراجعا في الارباح ولكن ليس نتيجة التشغيل علي سبيل المثال في شركة النيل لحليج الاقطان حيث قاموا بحذف الربح الرأس مالي للعام الماضي وهوحدث غير متكرر ولكن إذا تم تحديد الارباح الرأسمالية سيظهر نمو في الارباح بنسبة 7%. ويري أن من ضمن الانباء الايجابية التي تدعم صعود أسهم القطاع خلال الفترة القادمة استقرار محصول القطن بعد التذبذب الذي شهده الفترة السابقة بالإضافة إلي زيادة أسعار الحليج والتي من المفترض أن تزيد خمسة جنيهات من 23.5 جنيه إلي 28.5 جنيه مشيرا إلي أن هناك انباء حول اتفاق شركات الحليج حول تخفيض نسبة الزيادة لتصبح 2.5 جنيه بدلا من خمس جنيهات وهذا سيساعد علي ارتفاع هامش الربح لهذه الشركات.