المضاربات علي الاسهم الصغيرة ترتبط بحجم الشائعات التي تصدرها الشركات المصدرة في السوق بين المتعاملين، واصبحت الاسهم التي تتصدر التعاملات اليومية للسوق هي الأسهم التي تتمتع بملاحقة الشائعات لها والسوق لا يعرف مصدرها.. وبعد فترة تصبح الشائعات اخبار مؤكدة في بعض الأحيان.. والجهات الرقابية لا تستطيع ملاحقة تلك الشائعات.. والعقوبات المالية علي الشركات اصبحت ضعيفة جداً وتساعد بعض الشركات علي مخالفة القانون ولوائح سوق المال. المستثمرون التفتوا إلي تلك الأسهم التي تحقق عائدا رأسماليا جيدا من المضاربات الوهمية، التي من السهل التحكم فيها من جانب مضاربا كبير يستطيع لفت الأنظار للسهم وجذب المستثمرين الأفراد للسير وراءه حتي تقع الفأس في الرأس. أكد وائل عنبة المحلل المالي وخبير أسواق المال ان المضاربات علي الأسهم الصغيرة ترتبط بزيادة سيولتها وترتبط أكثر بحجم الشائعات علي هذه الشركات، وأصبح المستثمرون يسيرون وراء تلك الشائعات عن الأخبار الصادرة عن الشركات والتي يتم ادراجها علي شاشات التداول. وأشار عنبة إلي أن الجهات الرقابية لا تستطيع ملاحقة تلك الشائعات والسيطرة عليها أو الإمساك بمن يصدر تلك الشائعات لكثرتها بشدة خلال الفترة الأخيرة واستغلال المضاربين الكبار "الحيتان والهوامير" تلك الشائعات وجذب المستثمرين الأفراد للايقاع بهم في فخ تلك الاسهم التي من السهل التحكم فيها من خلال مضاربات واحد او اكثر ذي ملاءة مالية بكل سهولة والاسهم تستمر في الصعود. وأشار عنبة إلي ان الشركات المصدرة يقع عليها جزء من تلك المضاربات لأن معظم تلك الشركات تفتقر لإدارات علاقات مستثمرين محترفة تستطيع التصدي لتلك الشائعات ونشر المعلومات الصحيحة. واضاف عنبة إلي أن السوق والمستثمرين وخاصة المستثمرين الأفراد أصبحوا يسيرون وراء تلك الأسهم التي تتمتع بصغر حجمها وسعرها المقبول من المستثمرين والحقيقية ان معظم المستثمرين حققوا مكاسب من تلك الأسهم. وتوقع عنبة أن يستمر صعود تلك الشركات حتي تنفجر في وجه المستثمرين بكارثة. وقال عنبة ان المفروض تتدخل الجهات الرقابية لوقف تلك المسرحية الهزلية التي بطلها المضارب الكبير والأسهم الصغيرة والجهات الرقابية تجلس علي الصفوف الأولي لمشاهدة تلك المسرحية. ودعا عنبة الجهات الرقابية إلي اتخاذ اللازم وقال إن من حق رئيس البورصة أن يوقف التداول علي أي سهم يري وجود ضرر للمستثمرين باستمرار التعامل عليه في السوق. وطالب البورصة والهيئة بوقف الأسهم التي فيها مضاربات عنيفة وصعود غير مبرر. أشار إيهاب سعيد محلل فني وعضو الاتحاد الامريكي للمحللين الفنيين إلي ان نشاط الأسهم الصغيرة مرتبط بزيادة سيولتها ولكن مرتبط بسبب الاسعار التي وصلت إليها ولفت انظار المضاربين وتسريب بعض الشائعات علي تلك الأسهم التي تصبح بعد فترة أخبار أكيدة، مما يدعم زيادة التعاملات علي تلك الأسهم وتصدرها نشاط السوق وازاحة الأسهم القائدة والكبيرة عن نشاط السوق. واضاف سعيد ان السعر هو الذي يعبر عن نشاط تلك الأسهم بسبب توقع السوق لتحسن تلك الأسهم والتوقعات بإعادة هيكلة تلك الشركات فيما بعد او ظهور اخبار جيدة عنها. واشار سعيد إلي بعض تلك الشركات استغلت الاتجاه الصعود للسوق وبدأت فعلا في تعديل هيكلها المالي والسعي لتحقيق أرباح جيدة لتعظيم ربحية السهم. وتوقع سعيد أن تحسن أداء تلك الشركات يدعم استمرارها في تصدر نشاط السوق.