لم تفاجئني تصريحات الفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدني التي قال فيها إن ما كان يعرف بالخصخصة الجزئية لمصر للطيران بنسبة تبلغ 20% عندما كان الحديث يدور منذ عامين حول العمل علي زيادة رأسمال الشركة الوطنية للطيران لشراء طائرات جديدة.. ومع ذلك لم أصدق يوما أن الوزير أحمد شفيق سينقض ذلك.. فهو استطاع أن يلعب بعامل الوقت مع وضع تخطيط دقيق للحصول علي أقصي جهد يبذله العاملون بالشركة القابضة للنهوض بها! لقد أعلن الفريق أحمد شفيق أنه لن يبيع أو يطرح أي أسهم لمصر للطيران في البورصة وأن الشركة لن تباع الاَن أو في المستقبل! لقد كانت فكرة طرح 20% من أسهم الشركة للاكتتاب العام كما ذكرت من أجل شراء طائرات جديدة.. وكان الوزير يقول ويردد إنه سيفعل أي شيء تكون فيه مصلحة للوطن بأكمله! وهذا ما فعله بالضبط رجل أدمن النجاح وفنان في استخدام أسلوب التخطيط العلمي في أمور الإدارة العلمية مع كفاءته الشخصية عند اختياره لمن يعملون معه.. وهذه عناصر أثمرت في النهاية وجعلت من مصر للطيران كيانا عملاقا واعترفت بها المنظمات الدولية المهتمة بشئون الطيران المدني.. والدليل علي ذلك أن شركة لوفتهانزا الألمانية وأكبر شركة أوروبية وواحدة من بين أضخم شركات الطيران في العالم طلبت من الشركة القابضة لمصر للطيران مشاركتها بالرمز بعد أن كانت الشركة تسعي لدي الكثيرين لعمل مشاركة بالرمز. وأخيرا جاء انضمام مصر للطيران لتحالف "ستار" الذي يضم 17 شركة طيران عالمية تطير طائراتها إلي أكثر من 800 مدينة في العالم متوجا العمل الجاد الذي بذله العاملون في مصر للطيران! أما المثير في تصريحات الفريق أحمد شفيق الأخيرة فهي إعلانه تطبيق سياسة السماوات المفتوحة وأن وزارة الطيران المدني لا تعترض علي أي شركة طيران تريد تنظيم رحلات إلي مصر لتشجيع حركة الجذب السياحي وزيادة عدد الركاب للمطارات خاصة بعد الانتهاء من مبني الركاب رقم 3 الذي سينتقل بالطيران المدني المصري إلي مصاف الدول صاحبة المطارات العالمية، مؤكدا أن هذا المطار سيكون من أكبر مطارات الترانزيت في العالم وسوف تصل طاقته الاستيعابية إلي 20 مليون راكب سنويا. أنا شخصيا أظن أن الوزير أحمد شفيق هو أول مسئول كبير يوافق ويطبق عمليا ما يسمي بالسماوات المفتوحة التي كانت تسمي ب "السماوات المغلوقة" أو "المقفولة" ولهذا فإن من حق الوزير أن يفخر بإنجازاته التي تسبق تصريحاته.