أكد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية عدم وجود تحفظات مصرية علي فكرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الداعية لاقامة اتحاد متوسطي، ولكن لدينا الكثير من النقاط التي نهتم بطرحها في هذا الشأن. وأوضح أبوالغيط أن الفكرة الفرنسية جديرة بالدراسة الدقيقة، ونأمل أن تتبلور هذه الفكرة إلي اتحاد متوسطي تكون مصر طرفا فيه للفائدة المشتركة لبعض دول الإقليم ولكن نحن نتحدث عن عناصر أساسية في مقدمتها أولا: من أين سيأتي التمويل لاقامة هذا الاتحاد، ثانيا: من هم الأعضاء المقترح انضمامهم لهذا الاتحاد ونحن نعلم في هذا الصدد ان هناك نزاعات في شرق المتوسط بين إسرائيل وغيرها من أطراف عربية، ونعلم أيضا ان القضية الفلسطينية لم تحل بعد، وهو ما قد يعيق عضوية هذه الأطراف بما فيها إسرائيل. وقال أبو الغيط إن هناك نقطة ثالثة يتوجب معرفتها: ما موقف بقية الأطراف الأوروبية تجاه هذا الاتحاد المتوسطي المقترح، خاصة في ظل ما يتردد من أن بعض الدول ذات التأثير في الاتحاد الأوروبي لديها الكثير من التساؤلات والاستفسارات والرغبة في تفهم المسألة. مشيرا إلي أنه يتعين علي دول الاتحاد الأوروبي أن تحدد موقفها ورؤيتها قبل أن يطلب من دول المتوسط المضي في تناول هذه الفكرة بالنقاش المتعمق، رابعا: يتعين أيضا معرفة علاقة هذا الاتحاد بعملية برشلونة وهل سيكون الاتحاد بديلا عنها، وكيف تقام هذه العلاقة وهل الاتحاد المتوسطي سيكون بديلا للشبونة، وما الجديد الذي سيضيفه الاتحاد المتوسطي؟ وأوضح أن الهدف الأصلي من فكرة إقامة الاتحاد المتوسطي هو أن تكون هناك شراكة كاملة بين الجنوب والمتوسط وأيضا يكون هناك التعاون الاقتصادي والمخابراتي والأمني بمعني التصدي لظاهرة الإرهاب والتعاون في مجال الحفاظ علي البيئة. علي جانب آخر أوضحب فيليب كوست سفير فرنسا بالقاهرة ان الفكرة الأساسية للرئيس ساركوزي تكمن في انه مازال هناك العديد من الأمور يجب دفعها للأمام بين دول البحر المتوسط، وخاصة أن هناك خللا ما في العلاقات الاقتصادية بعد مؤشرا للفجوة الكبيرة علي مستوي التعاون بين الدول الأوروبية وبين ضفتي البحر المتوسط، فالأرقام توضح أن أوروبا تخصص 1% فقط لمبادلاتها واستثماراتها مع دول البحر المتوسط.