نعم تتجلي عبقرية الإدارة في قدرتها علي ابداع الحلول المبتكرة للمشكلات.. بل تعتبر أهم وأخطر مسئوليات أي مدير هي ايجاد تلك الحلول. وإذا كان ذلك الأمر له منهج وطريقة تتألف من سبعة عناصر هي الاحساس بالمشكلة، وتحديد وتوصيف المشكلة وتحليل المشكلة، والبحث عن بدائل لحل المشكلة، ثم تقييم تلك البدائل واختيار البديل المناسب وتطبيقه.. إذا كان ذلك هو خارطة الطريق في منهج التعامل مع المشكلات فقد تناولنا منه عنصرين هما الادراك بوجود المشكلة وتحديد وتوصيف المشكلة فإننا نتوقف هنا عند العنصر الثالث الخاص بتحليل المشكلة.. والتحليل هنا له أربعة اركان تتعلق جميعها بالبحث عن أسباب المشكلة والبحث في أسباب المشكلة. وتلك الأركان الأربعة هي: أولا - الأسباب المتعلقة بمصادر المشكلة.. ونعني بها هنا الاجابة عن عدة أسئلة هي: * من المسئول عن المشكلة وظهورها؟ * لماذا تستجيب الأطراف الأخري للمشكلة؟ * ما هي الضغوط التي تمارس علي أطراف المشكلة؟ * ما هي العوامل المتفاعلة في اطار المشكلة ويشمل ذلك معرفة:- أ - هل يمثل الموقف تهديدات أم ينطوي علي فرص ايضا؟ ب - ما طبيعة الموقف سواء كان تهديدا أو فرصة؟ ج - متي وكيف كانت بداية ظهور الموقف؟ د - ما احتمالات استمرار الموقف؟ ه - من وما الأفراد والأوضاع المتأثرة بالموقف أو التي يمكن ان تتأثر به وما النتائج المتوقعة لذلك؟ ثانيا - البحث في أسباب المشكلة: - فإذا كان الركن الأول ينصرف إلي البحث عن الأسباب فإن هذا الركن الثاني ينصرف إلي البحث في الأسباب بمعني تحليل المشكلة إلي مكوناتها الفرعية وتجزئتها ومعرفة التداخل والتفاعل بين أسبابها.. وهنا يلزم ان نبحث في عدة أمور لعل من أهمها ما يلي:- * هل الأسباب تكمن في عدم توافر البيانات والمعلومات المطلوبة أم في عدم تدفقها إلي المسئول في التوقيت المناسب مما يجعله يتعامل عشوائيا مع الموقف؟ * هل تكمن الأسباب في عدم كفاية المعلومات - نقص المعلومات؟ * هل تكمن الأسباب في عدم صدق المعلومات - كذب المعلومات؟ * هل كانت المعلومات مصحوبة بتوجهات تهّون أو تضخم من الموقف؟ * هل المدير المسئول قادر علي فصل اتجاهات مصدر المعلومات عما يقدمه من بيانات ومعلومات أم أنه يقع تحت تأثير توجهات مصدر المعلومات؟ * هل يمكن التعرف علي العناصر الداخلية والعناصر الخارجية التي تنطوي عليها المشكلة؟ * هل يمكن معرفة مدي تأثير العناصر المرتبطة بالمشكلة والمحيطة بها ودرجة هذا التأثير؟ ثالثا: - البحث في الحدود المرتبطة بالمشكلة ويعني ذلك القدرة علي التمييز بين المشكلة الحقيقية والاعراض المصاحبة لها ذلك ان التعامل مع الاعراض قد يسكّن من حدة المشكلة لكنه لا يعالجها ويستند الابداع في حل المشكلات إلي التمييز بين أسباب المشكلة واعراض المشكلة ونتائج المشكلة.. وعلي سبيل المثال هل يعتبر انخفاض الربح لشركة ما في سنة أو فترة معينة هو المشكلة أم أعراضها أم نتائجها؟ ويتبقي لنا البعد الرابع الخاص بالوقوف علي ميكانيزم حدوث أو ظهور المشكلة والذي سنعرض له غدا بمشيئة الله.