مازلنا نتواصل حول حل المشكلات واتخاذ القرارات كأحد أهم المهارات اللازمة للمدير.. وقد بدأت رحلتنا من محطة الادراك بوجود المشكلة ثم تحرك بنا القطار إلي المحطة الثانية وهي تحديد وتوصيف المشكلة وبعدها أوصلنا القطار إلي المحطة الثالثة وهي تحليل المشكلة.. وها هو القطار يسير بنا إلي المحطة الرابعة وهي البحث عن البدائل الخاصة بعلاج المشكلة وإيجاد حلول لها. وهنا فإن علينا أن نتوقف عند كيفية البحث عن الحلول أو البدائل.. وطالما أن المشكلة -أية مشكلة- تتعدد أسبابها ومسبباتها فإنه من حيث المبدأ تتعدد أيضا البدائل الخاصة بعلاجها وحلها. والبحث عن تلك البدائل له طريقان الطريق الأول نطلق عليه الاتجاه الاتباعي بمعني أنه يعتمد علي اتباع الآخرين والاتجاه الثاني نطلق عليه الاتجاه الابداعي وهو الذي يعتمد علي ابتكار حلول جديدة وغير تقليدية ولكل اتجاه من هذين الاتجاهين -الاتباعي والابداعي- خصائصه بما تنطوي عليه من مميزات وعيوب فالاتجاه الأول يعتمد علي استخدام حلول سبق للآخرين من منافسين أو شركات أخري استخدامه فهو يقوم علي التقليد والمحاكاة وهو غالبا لا يكون مكلفا ولا يحتاج إلي وقت كبير أو خبرة عالية ولكن يحتاج إلي مواءمته لظروف الحال ولا يشترط أن يحل المشكلة تماما ولكنه يسهم بدرجة ما في حلها.. إلا أنه ينبغي ان يكون ممكنا وقابلا للتطبيق علي أرض الواقع.. أما الاتجاه الثاني الذي يستند إلي التجديد والابتكار فإنه يحتاج إلي وقت وخبرة وتكلفة قد لا تكون متيسرة لكل الشركات في كل الأوقات.. وعملية البحث عن الحلول البديلة لأية مشكلة إنما تستند إلي دراسة الأسباب التي أوجدت تلك المشكلة.. ومن هنا فإنه إذا كانت المحطة الثالثة في عملية حل المشكلات تكمن في تحليل المشكلة والبحث عن أسبابها وفي أسبابها فإن هذه المحطة الرابعة الخاصة بالبحث عن الحلول البديلة إنما ترتبط بالمحطة السابقة عليها وتستدعي بشكل خاص ما يلي: * ترتيب العوامل والأسباب التي أسهمت في إحداث المشكلة ونشأتها من حيث أهميتها النسبية في ذلك. * الوقوف علي العلاقات والارتباطات المتداخلة بين تلك الأسباب والعوامل. ويستند الفكر الإداري الحديث في عملية البحث عن البدائل سواء باستخدام المنهج الاتباعي أو المنهج الابداعي الي تتبع عملية تجميع البدائل وفقا لعدة متطلبات تتعلق باتجاهات وتوجهات تلك الحلول البديلة وهي: * هل يوفر هذا البديل أو المدخل القدر الكافي من الأهمية التي تتناسب مع طبيعة المشكلة والموقف المحيط بها والهدف المطلوب التوصل إليه. * هل يوفر هذا البديل أو المدخل الاهتمام بالعوامل ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة بأسباب المشكلة. * هل يعطي هذا البديل أو المدخل الاهتمام الكافي بالعلاقات والتداخل بين أسباب ومسببات المشكلة أم يركز علي البعض منها. وللحديث بقية بمشيئة الله