اذا كان الرجل موقفا فإن المدير قرار ذلك أن جوهرةالادارة هو اتخاذ القرارات وحل المشكلات.. وقد وجدنا ان تلك العملية تمر بست مراحل هي علي الترتيب: تحديد المشكلة، تحليل المشكلة، البحث عن البدائل، تقييم البدائل، اختيار البديل المناسب، تنفيذ البديل الذي تم اختياره... والمدير في كل تلك المراحل يتخذ قراره اما مدفوعا بخبراته السابقة وذكائه الفطري ويكون القرار هنا سريعا دون ان يتوقف كثيرا عند تفسير الاسباب او الكيفية لانه في هذا النمط من سلوك المدير في اتخاذ القرار انما يعتمد علي احساسه اولا وقبل كل شئ وهذا ما نطلق عليه الحكم الشخصي او الاحساس الذاتي او الخبرة الخاصة... ورغم ان هذا النمط من انماط اتخاذ القرار لا يعتبر مثاليا او علميا خالصا فإنه لا يمكن اغفاله لانه من ناحية نمط موجود اتفقنا معه او اختلفنا، كما انه من ناحية اخري له فوائده وحسناته بالاضافة الي عيوبه ومخاطره... ذلك ان الخبرة والحكم الشخصي للمدير لا يمكن تنحيته كلية كما لا يمكن في ذات الوقت الاستناد اليه كعنصر وحيد ونمط واحد في اتخاذ القرار. وتاريخ الادارة وممارساتها زاخرة بمثل هذا النوع من المديرين الذين يعتمدون علي خبراتهم وحكمهم الشخصي واحساسهم في اتخاذ القرارات في المواقف المختلفة رغم عيوب هذا النمط وعدم انشغاله بجمع المعلومات والبحث عن الحقائق وترتيب الافكار وادراك العلاقة بين الظواهر... وهناك نمط آخر يمكن ان نطلق عليه النمط المنهجي Systematic.