الشتاء لم يعد يأتي في موعده بل يتأخر، ربما لا نتأثر نحن كثيرا بذلك ولكن في مناطق أخري من العالم يعتبر هذا التأخر ظاهرة مزعجة ومخيفة نظرا للآثار المدمرة التي تحدث نتيجة تأخر الشتاء. ويعني تأخر الشتاء ان درجة حرارة الارض تزداد باستمرار بما يهدد الحياة الطبيعية وتتعرض المناطق الشمالية من الكرة الارضية والجنوبية لاخطار عديدة ونسمع كثيرا عن ذوبان أنهار جليدية وزيادة مستوي المياه في المحيطات كما تتعرض بلاد كثيرة لفيضانات عالية تؤدي الي غرق الناس والبيوت والمحاصيل. ارتفاع درجة حرارة الارض باستمرار هو نتيجة لما يسميه العلماء بظاهرة الاحتباس الحراري والسبب في الاحتباس الحراري هو ثقب الأوزون أي ان أشعة الشمس أصبحت تخترق جدار الحماية حول كوكب الارض بطريقة ضارة، وكان جدار الحماية الاوزون قبل ان تحدث به الثقوب يمنع مرور الأشعة الضارة الي جو الارض كما انه يحافظ علي درجة حرارة الارض ليستمر التوازن الطبيعي قائما بين المياه وبين اليابسة، بين الانسان وبين الحيوان بين الغابات والصحاري بين مكونات الهواء نفسها كالاكسجين وثاني أكسيد الكربون. وفقد الانسان المناخ المتوازن يشكل تهديدا خطيرا، بل يمكن القول انه يماثل استخدام الاسلحة النووية ولكن ببطء وعلي مدي زمني أوسع ولكن النتائج مروعة في نهاية الامر اذ يواجه الانسان خطر الانقراض مثلما تواجه الآن أنواع من الحيوانات والنباتات الانقراض بالفعل بسبب تغير المناخ الناتج عن زيادة درجة حرارة الارض الناتجة عن ضعف طبقة الاوزون الجدار الحامي للارض وسكانها من البشر وغيرهم من أشعة الشمس القاتلة. ومن صنع هذه المأساة؟ صنعها الانسان "المتقدم" يعني ان تقدم وسائل الحياة في العالم الصناعي سبب هذه المشكلة عن طريق تصاعد غازات من الصناعة وخاصة الصناعات الملوثة للبيئة كصناعة الكيماويات. والحل يكمن في تقليل الانبعاثات الصناعية من ناحية والمحافظة علي الغابات من ناحية أخري ولكن الدول المتقدمة وفي مقدمتها الولاياتالمتحدة والصين وروسيا تماطل في ايجاد الحلول وتترك الانسانية تواجه مصيرها المحتوم. تقول بعض الاحصائيات ان "30%" من احتياطي العالم من الاسماك تعرضت للانهيار بسبب زيادة درجة حرارة الارض ومعني ذلك انه بعد عقود زمنية محدودة وربما في غضون عشرين سنة مثلا سينهار تماما النظام الغذائي بفعل تغير المناخ.. ولا حياة لمن تنادي.