في ظاهرة جديدة تماما بدأت الزهور تتفتح في منتجعات التزلج علي الجليد علي سفوح جبال الألب وصارت حبوب اللقاح التي نادرا ما تحملها الرياح في موسم الشتاء تسبب متاعب لمرضي الحساسية في أقصي شمال الكرة الأرضية كل هذه الأموال صارت أمرا طبيعيا خلال هذا الشهر الذي يعتبر أقصي شهور العام برودة في معظم دول العالم. كشفت صحيفة الجارديان في تقرير خاص عن ظاهرة الاحتباس الحراري وتأثيره علي منتجعات التزلج والجبال الجليدية أنه علي امتداد المسافة من أوتاوا إلي موسكو ارتفعت درجة الحرارة كثيرا عن المعتاد منذ بداية موسم الشتاء في نصف الكرة الشمالي حيث كانت احدي العواصف الثلجية في مدينة دالاس في ولاية تكساس الأمريكية هي الاستثناء الوحيد مما اضطر كثير من منتجعات التزلج علي الجليد إلي أرجاء بداية الموسم وتقلص موسم التزلج الشتوي الذي تبلغ قيمته مليار دولار أمريكي. وأضافت أن الطقس الدافيء أسهم أيضا في الحد من أسعار الطاقة نظرا لانخفاض الطلب علي التدفئة وفي المنطقة الممتدة من سيبيريا إلي استونيا لم تستطع الدببة أن تخلد إلي النوم خلال بياتها الشتوي نظرا لأن اماكنها دافئة بصورة لا تبعث علي الراحة ومشبعة بالماء ورطبة وحتي موسكو التي طالما عرفت بصقيعها شتاء شهدت الأيام الأولي من شهر ديسمبر أعلي درجات الحرارة دفئا حيث تجاوزت بذلك سجلات عام 1879 حيث بلغت الحرارة 5.4 درجة مئولية وهو رقم كان من المستبعد الوصول إليه. وحسب ما أوردته الصحيفة يقول كثير من العلماء أن شتاء دافئا واحدا يرجح أن يكون بسبب التغييرات الطبيعية في مناخ لم يعد ممكنا التنبؤ به. وقال كارل جابل من المعهد المركزي للارصاد الجوية والديناميكا الجيولوجية في انسبروك في تيروليا أصبح الطقس أكثر دفئا حيث يتأخر هطول الجليد الذي يختفي بصورة أسرع عن ذي قبل وقال كيتيل ايساكسن الباحث في مجال المناخ في المعهد النرويجي للارصاد الجوية نعتقد أن السنوات الأخيرة التي شهدت دفئا غير معتاد ترتبط بالنشاط الإنساني وارتفاع درجة حرارة الأرض. وقال مارتين ابستر مدير السياحة في منطقة سان أنطون في منتجع أرلبرج للتزلج قمم الجبال أشرقت باللون الأبيض لكنها ليست بيضاء بصورة تكفي لاغراء المتزلجين علي الذهاب إلي هناك. وفي منتجع سولدين اضطرت السلطات إلي الغاء أول سباقات التزلج لموسم كأس العالم في شهر أكتوبر الماضي حتي يصبح هناك جليد يكفي لمنافسة كل منتجع فال ديليزير في فرنسا ومنتجع سان موريتز في سويسرا اللذين ربما يضطران إلي الغاء مسابقات هذا الموسم. وقالت رابطة مبيعات التجزئة السويسرية إن استمرار المناخ الدافيء أسهم في انخفاض نسبته 45.3% في مبيعات الملابس والأحذية خلال شهر ديسمبر الماضي نظرا لتباطؤ مبيعات ملابس الشتاء في مقابل العام الماضي. واختتمت الصحيفة تقريرها بأنه إذا استمر الحال علي هذا المنوال خلال العقود القادمة فإن ارتفاع درجة حرارة الأرضي ربما يكون ايذانا بالقضاء علي كثير من منتجعات التزلج منخفضة الارتفاع.