في الوقت الذي تنفس فيه حائزو الجنيه واليورو والاسترليني الصعداء الاسبوع الماضي عقب تثبيت سعر الفائدة علي العملات الرئيسية الثلاث تراجع عائد الودائع الدولارية بالبنوك لأقل مستوياته في عامين ليتراوح بين 3.9 و4.5%. وكان البنكان المركزيان الأوروبي والبريطاني قد قررا الخميس الماضي تثبيت الفائدة علي اليورو والاسترليني في خطوة كانت متوقعة بشكل كبير لتظل الفائدة الأوروبية عند 4% للشهر الخامس علي التوالي وتستقر الفائدة البريطانية عند 5.75% مسجلة أعلي مستوي لها في 6 سنوات. وسبق قرار البنكين قرار مماثل من جانب لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري بيت الكوريدور والذي يعد أهم مؤشر لاتجاه الفائدة المحلية في الأجل القصير عند 8.75% للايداع و10.75% للاقراض. ولعب ارتفاع التضخم دورا ملموسا في اتخاذ القرارات الثلاث بتثبيت الفائدة علي العملات الرئيسية الثلاث حيث تعاني مصر كما أكدت لجنة السياسة النقدية من معدل تضخم مرتفع وصل لمستوي يفوق الحدود المقبولة من البنك المركزي في حين حاول المركزي الأوروبي تحقيق التوازن بين ارتفاع التضخم والمخاوف من وجود تأثير سلبي لارتفاع اليورو مقابل الدولار علي النمو الاقتصادي وهو نفس الأمر تقريبا الذي دفع المركزي البريطاني لتثبيت الفائدة علي الاسترليني. وأدت القرارات الثلاثة للبنوك المركزية البريطانية والأوروبية والمصرية وما تلاها من بيانات لوجود ارتياح شديد بين حائزي العملات الثلاث بعدما اطمأنوا علي أن عائد ودائعهم ومدخراتهم لن يتأثر علي الأقل في الأجل القصير. يأتي ذلك في الوقت الذي نعي فيه حائزو الدولار حظهم بعدما تراجع عائد ودائعهم إلي أقل مستوياته في عامين تقريبا. وكشف مسح أجرته "العالم اليوم" وشمل 21 بنكاً عن انخفاض متوسط الفائدة علي الودائع الدولارية بين 3.9% و4.5% وهو نفس المستوي الذي كانت عليه الفائدة الأمريكية في الفترة ما بين شهري نوفمبر 2005 ويناير 2006. وتأثرت الفائدة علي ودائع العملاء الدولارية داخل البنوك محليا بالخفضين المتتاليين اللذين أجراهما المركزي الأمريكي خلال شهري سبتمبر وأكتوبر الماضيين وبمقدار ثلاثة أرباع نقطة للتراجع من 5.25% إلي 4.5%. وكان لانخفاض عائد الودائع الدولارية مقابل استقراره علي الجنيه ووجود فارق بينهما يزيد علي 3% دور بارز في استمرار حائزي الدولار في التخلص منه حيث أصبح الاستثمار في الجنيه أكثر جذبا من الدولار إلا أن عمليات التخلص من العملة الأمريكية خلال الاسبوع الماضي كانت بشكل أخف من موجة البيع الشديدة التي استمرت لنحو أسبوعين متتالين وفقد الدولار خلالها أكثر من 10 قروش دفعة واحدة. واستقر متوسط الدولار في نهاية الاسبوع الماضي عند 66.548 قرش للشراء و25.551 قرش للبيع ليظل سعره علي جانب الشراء تحت ال550 قرشا التي كسرها قبل أيام.